أن يتذكر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام منذ أيام فقط أن هناك دراما تليفزيونية وإعلانات وبرامج سيتم عرضها فى رمضان وتأكيده لوسائل الإعلام وشركات إنتاجها أنها يجب أن تحافظ على الهوية المصرية وتراعى القيم والتقاليد والأخلاق هو أفضل من الصمت الذى كنا نشهده حول ماكانت تقدمه هذه الدراما والإعلانات فى السنوات الماضية!. لايمكن لكاتب رأى أن يكون ضد حرية الرأى والفكر والإبداع، لكن أحداً لايقبل أيضاً أن يتحول أمر دراما وإعلانات وبرامج رمضان إلى تخريب لأخلاق الأسرة المصرية، والتعامل مع المشاهد المسيئة والفاضحة وألفاظها وكأنها أمر عادي، لأن هذا هو الخراب بعينه الذى عانينا آثاره على أرض الواقع أخيرا بين أطفالنا وشبابنا، من هنا كان مهماً إعلان لجنة الدراما بالمجلس الأعلى لتنظيم الاعلام قائمة المعايير لجميع القنوات الفضائية للعمل بها حتى لا تكون هناك أى أعذار فى حال المخالفة، لكن الغريب أن البعض ينتقد تحديد عقوبة تصل إلى 250 ألف جنيه غرامة على المخالفين فى حالة الألفاظ الخارجة وحذف المشاهد المسيئة، فى مسلسلات إنتاجها يُقاس بعشرات الملايين، وكأن الحفاظ على الأسرة المصرية لايستحق هذه الغرامات أو أن الحرية لديهم تعنى استمرار العشوائية فى المشهد الإعلامى والإبقاء على التجاوزات الأخلاقية!. نريد دراما تقدم فكراً ورأياً حراً ومُتعة لنا، وأيضاً تقف على الأخطاء لتصححها وتأخذنا إلى تحليل أكثر عُمقاً لواقعنا مثلما فعلت أعمال مثل ليالى الحلمية وابو العلا البشرى والراية البيضاء وغيرها، لكن ان كنا غير راغبين أو قادرين على إنتاج مثل هذه الدراما، فإن من أدنى حقوقنا الرحمة من الدراما التى تحمل الألفاظ المسيئة، والمشاهد الساقطة فى شهر رمضان الكريم!. لمزيد من مقالات حسين الزناتى