هو أحد رموز وعناوين الإبداع فى مصر، نجح خلال مشوار طويل ملىء بالنجاحات والتميز أن يستحق لقب ملك الإخراج الدرامى باقتدار، استمد نجاحه وتميزه من خلال احترامه وتقديره لتاريخ كل من تعلم علي يديهم واستحق المخرج الكبير مجدي أبو عميرة الحصول على جائزة الدولة التقديرية في الفنون لأنه واحد ممن أثروا الدراما المصرية والعربية بأعمال مازالت في الوجدان وساهمت في تنمية الوجدان الفني في الشارع العربى. أبو عميرة يري أن الحصول علي التقديرية من أهم الأحداث في حياته، وأكدت جوائز الجمهور التي حصل عليها كثيراً.. حول الجائزة وتأثيرها في مشواره وكيف رأى شكل الدراما في رمضان كان معه هذا الحوار.. ما إحساسك بالجائزة الآن؟ - بالتأكيد إحساس رائع وسعيد جداً بها وهي تشريف لي وتتويج لمشوارى وتاريخي الفنى، وأعتبرها هدية رائعة جاءت في وقت مناسب وأدخلت الفرحة لقلبى قبل رمضان ب3 أيام، وفي ذات الوقت تحملنى مسئولية كبيرة في أعمالى القادمة وتضعني في حيرة ماذا أقدم خاصة وأن مشواري متميز بالأعمال التي لا تخدش الحياء. هل تري أن الجائزة جاءت في الوقت المناسب؟ - الحمد لله هي تأكيد وتوثيق لدور الفن والإبداع الدرامي في مصر وكنت قبلها أتوج كل عام بجائزة الجمهور، لكن التقديرية حدث مهم في حياتي وأفتخر بها لأنها حدث لن يتكرر إلا مرة واحدة ورغم ترشيحي لها ثلاث مرات لكن جاء التصويت بشكل ديمقراطى من أعضاء المجلس الأعلي للثقافة الذي يضم أدباء ومثقفين وأعيد فيها التصويت ثلاث مرات. ما تأثير مثل هذه الجوائز علي مبدع مثلك؟ - بالتأكيد ستجعلني أفكر كثيراً في أعمالى القادمة رغم أني من النوع الذي يختار بعناية وحرص شديد لأعماله التي تتسم بالرقى والمضمون المهم وتضيف عبئاً أكبر في اختياري القادم.. لكن الأهم أنها ذكرتني بتاريخ طويل مع الدراما وكيف عشقت هذه المهنة وكيف طغت الموهبة علي الوظيفة وتركت من أجلها العمل في السلك الدبلوماسى.. وتوجت رحلة عمل 15 سنة كمساعد مخرج وعملت مع عمالقة كبار أدين لهم بالفضل والدين بعد الله مثل الراحل القدير نور الدمرداش ومحمد فاضل وقدمتى مشواراً طويلاً مع أعمال ذات قيمة وخاصة مثل «محمد رسول الله» و«عصفور النار» و«ليلة القبض علي فاطمة» و«علي هامش السيرة» وعشنا معاناة وجهد كبير ووقفنا علي أرض صلبة، بما لا يشعر بها الجيل الجديد وكنا ندقق في اختيار أعمالنا لأنه من الممكن أن تخرج عملا ولا تخرج بعده عملا آخر واستطعنا أن نحافظ علي النجاح وهي مسألة صعبة. وبماذا يختلف جيل أبو عميرة عن الجيل الحالى؟ - اختلاف كبير في الصبر والجلد والتحمل، ونحن حفرنا في الصخر وتحملنا عبء العمل كمساعد مخرج 15 سنة وكنا ننجز أجمل وأفضل المسلسلات بإمكانيات عادية جداً بخلاف الجيل الجديد الذى يمتلك تكنولوجيا متقدمة، ومع ذلك نجد كثيراً من الأعمال تتعرض للسلق ونفسها قصير والدليل أنك لا تجد عملاً يعيش في الوجدان مثل أعمال زمان، فهل ينسى أحد مسلسلات رائعة مثل: «عصفور النار» و«ليلة القبض علي فاطمة» و«المال والبنون» و«ليالي الحلمية» و«الشهد والدموع» وغيرها من الأعمال التي مازالت قابعة في وجدان المشاهد. هذا يعني أن مستقبل الدراما في خطر رغم ضخامة إنتاجها؟ - هي صناعة محفوفة بالمخاطر لأن معظم ما يتعرض للسلق بسبب المنافسة والسباق الرمضاني، لذلك تخرج أعمال مبتورة ولا تعيش وتنسي بمجرد انتهاء عرضها، لكن هذا لا يمنع أن هناك تجارب جيدة ومتميزة في بعض الأعمال والمخرجين.. وأضاف أن العديد من الأعمال التي نراها في سباق رمضان للأسف لا تتطرق لقضايا الوطن. وأضاف أبو عميرة أعجبني مقال للكاتب فاروق جويدة يسأل فيه عن دور الأعمال الدرامية وأين هي من قضايا الوطن ويضيف أبو عميرة: بصراحة كلام مهم ورأيي أن الدراما لابد أن تعبر عن الواقع، لكن كل ما نراه في الدراما الآن ليس هو الواقع، وتكررت الألفاظ السيئة والسباب والشتائم دون مراعاة لحرمة البيوت التي تدخلها هذه الأعمال، فهي ليست سينما وكان عليها أن احترام مشاعر المشاهد المصري في منزله، فليس من اللائق حشو هذه الألفاظ في مسلسلات لا تحمل قضايا. ولماذا غاب أبو عميرة عن الدراما هذا الموسم؟ - غبت احتراماً لتاريخى واسمي فأنا لست من المخرجين الذين يقومون بسلق الأعمال من أجل اللحاق برمضان، فأنا رفضت الدخول في عمل 7/4 وفوجئت بمخرجين دخلوا بعدي أعمالاً لرمضان وأضاف عموماً هي فرصة للراحة والمتابعة والاستجمام للوصول لعمل يرضي اسمي وتاريخي والحمد لله ربنا عوضنى بجائزة تقديرية. في رأيك ما سر التحول في أخلاق المضمون الدرامى؟ - سبب مهم ورئيسى في أزمة الدراما حيث انسحاب الدولة من صناعة الدراما وترك مقادير إنتاجها للقطاع الخاص يوجهها كيف يشاء ويبث سمومه في هذه الصناعة المؤثرة، وهذا بالتأكيد مهزلة بأن تتخلى الدولة عن صناعة الدراما وتحول قطاعاتها الثلاثة لبطالة مقنعة. في رأيك هل سيطرة النجم مازالت سبباً في هبوط (الدراما)؟ - للأسف مازالت الفضائيات والمعلنون يتدخلون في تحديد اسم النجم والإعلانات تجري خلفه والمنتجون مظلومون لأنه يسلمون أعمالهم للفضائيات وفق قواعد التسويق المطلوبة التي تفرض النجم ثم تسدد الفضائيات للمنتج علي دفعات، لذلك يتم الإنتاج وسط ظروف صعبة جداً، لذلك أيضاً اختفى المسلسل الديني والتاريخي لأنه لا يلقي قبولاً في التسويق. كيف رأيت شكل الموسم الدرامي في رمضان؟ - تأثر كثيراً بالزحمة في عدد المسلسلات وكذلك منافسات كأس العالم، لذلك من الصعب تقييم أي عمل الآن إلا بعد النصف الثاني من رمضان ليكون المشاهد متفرغاً لمتابعة عمل معين، هذه أزمة شديدة أن تضع كل هذه الأعمال بنظام الحشو والحشر في موسم قصير مثل رمضان تحت ضغط الإعلانات والنتيجة كل الأعمال لا تشاهد إلا في العرض الثانى، لذلك لابد من خلق موسم ثان وثالث. ما الذي يحلم به أبو عميرة في مشواره الإخراجى؟ - أحلم بإخراج مسلسل عن حرب أكتوبر لتجسيد هذه الملحمة التاريخية المهمة في ذاكرة الأجيال، خاصة أن السينما والدرما لم تعط هذا النصر العظيم حقه وجزء كبير من الشباب الحالى لا يعرف عنه شيئاً ولن يعرف إلا من خلال توثيقه بعمل درامي مهم وهذا يحتاج للدولة.