فى معرض تعبيره عن عميق الشكر وخالص التقدير لشعب مصر لموقفه العظيم فى الاستفتاء على التعديلات الدستورية، والذى سجل حضورا غير مسبوق وسجل أيضا وجودا فاعلا للمعارضة بشكل غير مسبوق استخدم الرئيس عبد الفتاح السيسى تعبيرا شعبيا.. «لقد جبرتم خاطرى وجبرتم خاطر مصر» لأن الرئيس هو أدرى الناس بصحة ونزاهة ما قالت به الصناديق من وحى ضمائر الناس وأفكارها المعبرة بصدق عن احتياجاتها وأمانيها فى تلك المرحلة الدقيقة من تاريخ الوطن. وفى اعتقادى أن السيسى استثمر مناسبة الاحتفال بعيد العمال استثمارا سياسيا ناجحا، ولم يكن يقصد بالشكر والتقدير الموقف الرائع للمصريين بخروجهم الكبير لتأييد التعديلات الدستورية فقط وإنما كان يوجه التحية لشعب يخوض منذ سنوات أقوى معركة للبناء والتنمية بالتوازى مع معركة الإصلاح المالى والاقتصادى وبكل الفهم العميق لمتطلبات الحرب ضد الإرهاب، وأنه رغم تعدد المعارك وكلفتها الباهظة يعيش حياته راضيا مستبشرا بالأمل وبأن الغد سوف يكون أفضل بمشيئة الله. والذى فهمته من ثنايا خطاب الرئيس فى عيد العمال أن مرحلة جنى الثمار لم تبدأ بعد حسبما فهم البعض من قرارات رفع الحد الأدنى للأجور والرواتب، ولكن المرحلة قادمة قادمة بإذن الله استنادا إلى مدى قدرتنا على حسن توظيف قوة العمل فى جميع المجالات من خلال خطط بناء وتنمية طموحة تستوجب مواصلة تعبئة جميع طاقات المجتمع البشرية والمادية، وأن تفتح جميع الأبواب أمام كل من يملك القدرة على إضافة المزيد للناتج القومي. وظنى إن السيسى يبنى رهانه على الغد الأفضل استنادا إلى إدراكه بأن آفاق التنمية الصناعية والزراعية والتكنولوجية مازالت متاحة فى مصر وبإمكاننا أن نحقق الانطلاقة المنشودة إذا نجحنا فى تحديث ثقافة العمل من خلال منظومة إدارية حديثة توجه أكثر مما تعاقب، وتبنى أكثر مما تهدم، وتملك وضوحا فى الرؤية يتماشى مع الخطط الطموحة للدولة وأن تلاحق خطاها.. وساعتها يمكن أن نحتفل باستكمال معركة التغيير الشامل التى بدأت مصر مسيرتها بعد ثورة 30 يونيو. وما فعله السيسى أنه اقتدى بالحكمة الأثيرة: «قبل الدواء لابد من تشخيص الداء» وهذا هو أحد مصادر قوة العلاقة بين السيسى وشعب مصر. خير الكلام: ينام عميقا من لا يملك ما يخاف من فقدانه! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله