أظن أنه بعد أن قال الشعب كلمته فى الاستفتاء على التعديلات الدستورية لابد أن نتحسب لبدء مرحلة جديدة عنوانها المزيد من تسريع الخطى لاستكمال بناء الدولة الحديثة التى تتوازى فيها الأولويات بين بناء المزيد من المصانع واستصلاح المزيد من الأراضى الزراعية من أجل تعظيم الناتج القومى وبين ضرورة توفير الخدمات الأساسية من المساكن والمدارس والمستشفيات وبناء الطرق الحديثة. أتحدث عن الحلم المشروع للمصريين فى اعتماد استراتيجية ذات بعدين « إنتاجى وخدمي» يتم استلهام بنودها من الاحتياجات المشروعة للناس وعلى ضوء الموارد والإمكانيات المتاحة لخطط التنمية والاستثمار ضمن الموازنة العامة للدولة.. وما من جدال فى أن مصر مازالت بحاجة إلى هزة عنيفة فى الجهاز الإدارى للدولة حتى يستطيع هذا الجهاز أن يتماشى مع طموحات رئيس الدولة وأن يلاحق خطاه بذات السرعة التى يلح عليها من أجل اختصار الزمن اللازم لتخفيف المعاناة عن الناس بعد ما تحملوه بصبر وشجاعة فى فاتورة الإصلاح المالى والاقتصادي. إن الخروج الكبير للمصريين لكى يقولوا نعم للتعديلات الدستورية ينبغى فهمه والتعامل معه على أنه بمثابة رسالة واضحة تؤكد أن هذا الشعب لديه تصميم أكيد على الانطلاق والتقدم متسلحا بثنائية «الأمل والعمل» مهما تكن المصاعب ومهما كانت التحديات.. ثم إن هذا الخروج الكبير انعكس بوضوح فى حجم التبريكات والتهانى التى تلقاها الرئيس السيسى فى بكين من زعماء الدول المشاركة فى قمة الحزام والطريق.. بل إن كلمة نعم للتعديلات الدستورية كانت أحد مفاتيح التنافس بين الدول المشاركة فى القمة على حجز مكان لها فى خريطة التنمية الشاملة لمصر التى عرضها السيسى أمام المائدة المستديرة للمنتدي! لقد قال المصريون نعم للتعديلات الدستورية تعبيرا عن صحة اليقين بعمق الثقة بالنفس وعدم الانشغال بأى لغط أو جدل يثار هنا أو هناك بالتحريض أو المغالطات التى ترتكز إلى الأكاذيب والشعارات الفارغة.. بالفعل قال المصريون نعم تأكيدا لحق الشعب فى اختيار دستوره ونظام حكمه وبما يتفق مع ما سبقتنا إليه شعوب كثيرة على طريق النهوض والتقدم كان عنوان حركتها إلى الأمام مبنيا على أساس أن لكل شعب ظروفه ولكل شعب طبيعته ولكل شعب نظرته الذاتية إلى مشكلاتها وحلولها وأمانيه وكيف يمكن بلوغها! لقد تحمس المصريون للاستفتاء ولكن حماسهم الأهم سيتجلى فى استكمال مشوار البناء والتنمية لمصر الجديدة.. وظنى أن المصريين قادرون بإذن الله. خير الكلام: الجرأة فى اقتحام المشكلات مثل مشاعل مضيئة فى الظلمات! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله