هذه الحملة المتصاعدة ضد مصر فى قنوات الفتنة والتحريض ليست فقط بسبب التعديلات الدستورية المطروحة للحوار المجتمعى فى مصر بعد الموافقة الأولى لمجلس النواب على مبدأ التعديل، وإنما لأن معطيات السنوات الأخيرة تحت حكم الرئيس السيسى واتساع مساحة الفهم فى الشارع المصرى لحتمية الذهاب إلى هذه التعديلات جعل الأمانى تزداد بعدا عند مشتاقى العودة إلى السلطة، لاسيما وأن جميع الوعود التى أطلقوها قد ضلت الطريق وتناثرت فى الهواء مع صيحات التحريض التى اعتمدت على بث الشائعات ونشر الأكاذيب بكثافة مفرطة وصلت إلى حد الادعاء بأن الأمن مختل وأن زمام الأمور يوشك أن يفلت من يد الدولة! نعم إن هذه الحملة الشريرة التى تتواصل ليل نهار من فضائيات الدوحة واسطنبول أكبر من أن تكون مجرد رد فعل لتعديلات دستورية مازالت مطروحة على موائد الحوار المجتمعى، ولكنها علامة كاشفة على حجم وعمق الصدمة التى أصابت الرؤوس والذيول – معا – من أطراف حلف الشر والكراهية بعد أن فشلت كل محاولاتهم الرخيصة والخبيثة منذ ثورة 30 يونيو 2013 فى أن تخدع المصريين الذين وبرغم الاستحقاقات القاسية للإصلاح المالى والاقتصادى كانوا يلقون بالشائعات والأكاذيب فى صناديق القمامة، شائعة بعد شائعة وأكذوبة بعد أكذوبة، متسلحين فى هذه المواجهة بعقول واعية وقلوب ثابتة وأعصاب هادئة بمثل ما فعل المصريون على طول تاريخهم فى مواجهة المصائب وهزيمة المحن! وفى ظنى أن مثل هذه الحملات المشبوهة هى التى تستثير فى أعماق المصريين غريزة اليقظة والانتباه لصنع استقرار منشود يمكنهم من بناء المصانع وتعمير المدن واستصلاح واستزراع الأراضى ورفع كفاءة الخدمات التى تيسر حياة الناس فى مختلف المجالات.. فتلك طباع شعب عظيم لديه القدرة على التوفيق بين تراثه العظيم فى الماضى وبين أحلامه المشروعة فى الغد القريب والبعيد! خير الكلام: إذا كانت المغامرة خطرة فإن الجمود أخطر! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله