3 – مع التسليم بالحق المشروع فى نداءات التغيير التى هبت على مصر فى 25 يناير إلا أن الذى كشفت عنه الأحداث والتطورات اللاحقة لم يكن بالأمر المقبول والمشروع لشعب ظل طوال تاريخه يرفض ويستنكر وجود قوى داخلية تتناغم – بحسن أو سوء القصد والنية – مع أهداف ومقاصد القوى الخارجية التى تبحث عن أى لحظة ملائمة للتدخل ودس الأنف فى الشأن الداخلى لمصر. ولست أقصد بذلك التشكيك فى صدقية الدوافع الذاتية لمن خرجوا فى 25 يناير يرفعون رايات المطالبة بالتغيير لأن التيار الأعظم فى شعب مصر بريء من أى اتهامات تستهدف التشكيك فى إخلاصه للوطن ولكن مع غياب الرؤية المحددة لمطالب التغيير ولعدم وجود ملامح لقيادة فكرية موحدة تهيأت الساحة المصرية لعبث العابثين من خارج الحدود بدءا من عمليات التسلل لإخراج المساجين ومرورا بكل أشكال الخدع والحيل والمصايد المنصوبة فى إطار حروب الجيل الرابع. وكان من الطبيعى أن تجد الجماعة فرصتها لاعتلاء خشبة المسرح السياسى المصرى والشروع فى بدء عرض مسرحى مثير مليء بالمشاهد المروعة والمفجعة.. ولكن فضل الله كان كبيرا فى انفضاض المصريين عن هذا العرض المسرحى وما حواه من خفايا مرعبة ومزعجة عجلت بالخروج الكبير لملايين المصريين فى 30 يونيو 2013 بعد أن أدركوا أن ما جرى كان دعوات فى ظاهرها الحق وفى جوهرها كل الباطل والخراب والدمار والفوضى! وسوف يسجل التاريخ للمصريين قدرتهم على سرعة الخروج من نفق أحداث الفوضى التى استثارت فى أعماقهم غريزة الحياة ليدعموا خطوات الاستقرار ويتجهوا بعد 30 يونيو نحو بناء المصانع وتعمير المدن وتشييد الطرق وإقامة الجسور ونشر الخضرة فوق رمال الصحراء فيما يشبه معجزة إنسانية فريدة قياسا على ما جرى لمن أصابتهم لعنة الربيع العربى المزعوم! وبعد غد نستكمل الحديث خير الكلام: إن كنت ذا حق فكن ذا عزيمة لأن الحق لا يحب أن تترددا! [email protected] [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله