ليست زيارة الرئيس السيسى الأخيرة للسودان التى سبقت رحلته الحالية لألمانيا للمشاركة فى أعمال قمة العشرين للشراكة مع إفريقيا سوى تأكيد لإصرار مصر بعد صحوة 30 يونيو 2013 على مواصلة جهودها الحثيثة من أجل استعادة الهوية التاريخية لمصر بانتماءاتها الثلاثة عربيا وإفريقيا وإسلاميا بعد أن أتت برئيس من طراز جديد.. لا يلف ولا يدور ولا يتكلف ولا يتصنع فى قوله أو عمله! وربما يتحتم أن نقول لأولئك الذين احترفوا مهنة التشكيك فى نظام الرئيس السيسى فى فضائيات الفتنة والتحريض أن مصر لم تخلع رداءها الإفريقى والعربى والإسلامى لحظة واحدة رغم كل سموم التشكيك والتحريض ومحاولات زرع الفتنة التى كان يراد منها دفع مصر إلى إعلان كفرها بدوائر انتمائها والانكفاء على نفسها ولم يكن ذلك تفضلا من مصر وإنما صنعت مصر مواقفها استنادا إلى إستراتيجية ثابتة غير قابلة للتغيير انطلاقا من الفهم العميق بأن الأمن القومى المصرى جزء لا يتجزأ من الأمن القومى العربى والإسلامى والإفريقى ثم إنه ليس هناك من يستطيع أن يتصور إمكان قيام أمن إقليمى يضمن سلام وأمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط فى غيبة من بناء سليم لأمن قومى عربى إفريقى تمثل مصر فيه دور الركيزة الأساسية فى ضوء المعادلات الجغرافية والسياسية والبشرية حيث تمثل مصر الرقم الأكبر فى هذه المعادلة كما وكيفا طالما أنها مازالت قادرة على بناء نظام حكم مستقر يضمن استقرارها كما هو الحال الآن مع الرئيس السيسى الذى قد يختلف بعض المصريين مع بعض سياساته لكن غالبية المصريين لا يختلفون عليه باعتباره الرجل الذى خرج من أعماق المجهول لينقذ وطنا عريقا من الضياع ويعيد فتح أبواب الأمل لأمة عربية كادت تغوص فى أوحال الفوضى وأنقاض الخراب وقارة إفريقية جرى نهب ثرواتها ظلما وعدوانا! خير الكلام: من السذاجة أن تحلم بالطيران وأنت لم تزل تزحف على قدميك! [email protected] [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله