هذا العداء السافر الذى يظهره أردوغان ونظام حكمه ضد مصر قد يقال بشأنه أسباب كثيرة وتحليلات عديدة ولكننى أعتقد أن السبب الرئيسى هو أن أردوغان رأى فى سقوط حكم الجماعة فى مصر انهيارا لحلمه فى ارتداء ثياب الخلافة وإعادة استنساخ زمن العثمانيين ليصبح له فى المنطقة وفى مصر تحديدا أتباع يتلقون الأوامر من الباب العالي. إن صدمة أردوغان تعاظمت مع سقوط حكم الإخوان الذين عاهدوه على أن يكونوا له مطيعين ولسياساته وأطماعه مستسلمين بعد أن بهرهم بمزيج من الغموض مع ادعاء امتلاك القوة التى سوف تثبت أركان حكمهم فى مصر وتوفر لهم إمكانية التمدد والانتشار. والذين يدرسون بعمق مسيرة الصعود السياسى لأردوغان يعرفون أنه لم يصعد على سلم المباديء وإنما جاء صعوده بالمكر والدهاء وعلى حساب إزاحة كل من ساعدوه فى رحلة الصعود فهو شأنه شأن كل من يجمع فى داخله كل مكونات الكراهية والحسد والغيرة التى تجعله لا يطيق سوى نفسه ولا يحب إلا ذاته وإنه مستعد دائما للتحالف مع من يساعده على تمكينه مما يريد ويشتهى حتى لو كان الشيطان ذاته ولا فرق عنده ما إذا كان الشيطان فى واشنطن أو فى موسكو أو فى برلين. ولعلنا نتذكر كيف فشلت كل محاولاته للتشويش على مصر ونظام الرئيس السيسى فى كافة المحافل الدولية فاستدار دورة كاملة بأجنحة الكراهية والحسد والغيرة وجعل من اسطنبول مركزا وملاذا للفلول الهاربة من مصر ليس فقط من أجل التحريض ونشر الشائعات والأكاذيب ضد مصر وإنما كأبواق إضافية تخلع عليه صفات يعشق الاستماع إليها من نوع الزعيم البطل والقائد العبقرى والسياسى الحكيم والاقتصادى الجهبذ! وليست جولته الإفريقية الحالية سوى استكمال لأوهام إمكانية محاصرة مصر فى قارتها ولكننا نقول له هيهات ولن تفلح محاولاتك الخائبة التى بدأتها بمحاولة إحداث قطيعة بين مصر والسودان! خير الكلام: إياك ومصادقة المغرور فإنه ينسب فضائلك لنفسه ويرمى بسيئاته نحوك!
