أتابع باندهاش تلك المحاولات البائسة لإعلام الجزيرة وتوابعها من أزلام الجماعة فى استوديوهات لندنواسطنبول من أجل تلميع الرئيس التركى أردوغان وتصويره كزعيم للأمة الإسلامية بمقدوره أن يتصدى لقرار ترامب بشأن القدس استنادا إلى كلمات حماسية يدلى بها لدغدغة المشاعر، وهى كلمات إن دلت على شىء فإنها تدل على أنه مازال يعيش فى الماضى وأوهامه، ولا يريد أن يتطور إلى المستقبل وحساباته. مازال أردوغان يبيع الأوهام للسذج الذين يتعامون عن تناقض أقواله مع أفعاله فالذى يصرخ من أجل القدس وينفخ فى بوق الجهاد هو من يقيم أقوى علاقات تعاون مع إسرائيل بما فى ذلك التعاون العسكرى التى لا تقتصر على التدريبات المشتركة، وإنما تشمل مشروعات الصناعات العسكرية المشتركة. وكم كان بودى مثل ملايين العرب والمسلمين أن نحتشد خلف راية الجهاد التى يرفعها لتحرير القدس واستعادة فلسطين لو كانت هناك إشارة واحدة تدل على جدية أردوغان ولكن واقع الحال يؤكد أنه يجدد لعبة الجرى وراء الأساطير المنتزعة من كهوف التاريخ، والتى لا صلة لها بالحاضر أو المستقبل. وفى اعتقادى أن أردوغان يعانى من أزمة عدم اعتراف بمتغيرات العصر وهو ما يؤدى إلى تضييع الحقائق وخلط الأمور وبطء الإدراك بأن دولة الخلافة التى زالت لا يمكن لها أن تعود فهذه أمور أصبحت من بقايا التاريخ ولا تمت للحاضر أو المستقبل بأى صلة، فالمطلوب خطة شاملة للمواجهة فى ضوء الإمكانيات المتاحة للأمة وليس مجرد كلمات وتحركات بهلوانية لدغدغة المشاعر ثم ينفض المولد كما هى العادة على لاشىء سوى مزيد من الإحباط الذى لم تعد أمتنا تتحمل مزيدا منه... وأتمنى أن أكون مخطئا فى قراءتى ويصدر عن القمة الإسلامية فى اسطنبول اليوم ما يدفعنى للاعتذار للسيد أردوغان! خير الكلام: التلهف إلى العظمة معناه الشعور بالضعة!