هناك فيما يبدو صفقة تاريخية بين أمريكاوإيران مازال العمل بها ساريا حتى اليوم بشأن منطقة الشرق الأوسط وهذه الصفقة ترتكز إلى حق إيران فى الصراخ والتنديد بالسياسات الأمريكية وحق أمريكا فى العمل بحرية وبدعم إيرانى من تحت الطاولة.. وهذه الصفقة التى يزيد عمرها على 30 عاما بعد الإطاحة بالشاه ومجيء الخمينى معنونة فى الملفات السرية الأمريكية باسم «الاحتواء الإيجابى لإيران» اعتمادا على دراسة أعدها زبيجنيو بريجنسكى مستشار الأمن القومى للرئيس كارتر واستكملها سكوكروفت مستشار الأمن القومى للرئيس بوش الأب. والحقيقة إن السياسات الإيرانية أشبه بجبل الجليد لا يظهر منها سوى الجزء الطافى والعائم وهو الأقل خطورة، بينما تظل الخيارات الحقيقية لطهران مخفية خلف أقنعة سياسية وعقائدية يغطيها دخان القنابل الدعائية والإعلامية لإخفاء الجوهر. ومعنى ذلك أن الدول العربية التى تبنى تعاملها مع طهران بناء على قراءة ورؤية الجزء العائم من جبل الجليد فقط يخطئون التمييز بين الخطاب المتشدد لإيران وبين مساومات الغرف المغلقة. إن على العرب أن يفتحوا عيونهم جيدا وألا يغيب عن بصرهم أن آيات الله فى طهران أثبتوا قدرة بارعة فى الكر والفر والبيع والشراء وحسن إدارة البازار السياسى بأساليب الشد والجذب فوق وتحت الطاولة. وتحضرنى مقولة الكاتب والمفكر الفرنسى أندريه فونتين يقول فيها: إن الإيرانيين ليسوا محترفى حياكة سجاد بفعل مصادفات التاريخ وأقدار الجغرافيا بل لأن مزاجهم مفطور على الخطوط المتشابكة والخيوط المتوازية والمتقاطعة! والدعوة إلى الفهم لا تحمل شبهة التحريض فكم أتمنى أن نرى إيران صديقة لأمتنا العربية لخدمة مصالحنا المشتركة بدلا من أن يردد البعض منا «آه من إيران»! خير الكلام: التلهف إلي العظمة مصدره الشعور بالضعة! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله