أثار قرار الولاياتالمتحدة بتوسيع قائمتها السوداء لمؤسسات وشركات إيرانية جديدة وتوقيع العقوبات عليها الكثير من الجدل خاصة في ظل جلسات المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني والذي كانت إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما تسعي لوضع نهاية للمخاوف الدولية حوله. فقد ذكرت صحيفة ها فنجتون بوست الأمريكية, أن عقولا مدبرة تخطط لإفشال المفاوضات رغم وجود بادرة أمل في أن تخفف الصفقة النووية بين طهران والقوي الكبري التوترات ولكن هناك أيضا قوي كبيرة تعمل في الخفاء في واشنطن لتشديد العقوبات وأهمها اللوبي اليهودي مضيفة أن رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ روبرت منديز, والسيناتور الجمهوري مارك كيرك والعضوان في إيباك أهم منظمات اللوبي اليهودي في أمريكا علي وشك توسيع تشريعات تستهدف المتبقي من صادرات البترول الإيرانية واحتياطيات النقد الأجنبي والصناعات الإستراتيجية وتعمل تلك القوي الخفية علي تصدير الفوبيا الإيرانية للمجتمع الدولي في حين ذكر أحد كبار مساعدي رئيس مجلس الشيوخ أن التشريعات الأخيرة تعد بوليصة تأمين للحماية من الخداع الإيراني. وأوضحت الصحيفة أنه بصرف النظر عن الدور الفعال ل إيباك في تشدد العقوبات علي إيران إلا أنها تعتمد الكثير من الوسائل لتكريس الشعور بالتهديد والخوف من إيران. وتوقعت الصحيفة أن تصبح واشنطن دمية في يد تل أبيب لتحقيق أهدافها في نهاية المطاف بالنسبة لإيران مشيرة إلي أن المواقف المتناقضة من أعضاء الكونجرس تجاه إيران لا تترك مجالا للتفاؤل في إعادة هيكلة موقف صريح من الناحية السياسية من جانب واشنطن تجاه طهران حيث أنه في لهجة غير مألوفة أكد وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيجل علي أن احتمال اللجوء للقوة العسكرية الأمريكية مازال مطروحا علي الرغم من المفاوضات الحالية والمقرر استمرارها لمدة ستة أشهر. فيما تناولت صحيفة واشنطن بوست رد فعل طهران حول القرارات الأمريكية الأخيرة حيث ذكر المحلل السياسي ديفيد اجناتيوس خلال حواره مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أمس الأول إن بلاده ستواصل المفاوضات النووية مع القوي الكبري رغم من مبادرتها غير المناسبة أنها ملتزمة100% للتوصل إلي اتفاق نهائي شامل ولكنه في الوقت نفسه حذر واشنطن من استعداد بلاده للرد بالشكل المناسب علي كل خطوة غير مناسبة وغير بناءة من شأنها انتهاك الاتفاق مضيفا أن الجميع يعي تماما صعوبة التوصل إلي نتيجة وأن الأمر سيواجه بالتأكيد العديد من العوائق ومثيري الفتن واستبعد ظريف انسحاب طهران من المفاوضات حيث قال إنه توقع وجود من لم يسرهم الاتفاق والذين أعلنوا موته قبل ولادته ولن يسمح لهم بتنفيذ رغباتهم. ومن جانبها أكدت صحيفة ناشيونال بوست الكندية, أن المفاوضات تمر بوقت حرج بسبب جهود بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي لإملاء سياسته علي الولاياتالمتحدة ووفقا للصحيفة فإن زبيجنيو بريجنسكي, مستشار الأمن القومي في إدارة كارتر أكد في تغريدة علي مواقع التواصل الاجتماعي علي أن الفائزين في الاتفاق الإيراني هم كيري, روحاني والمنطق السليم والخاسرون هم دعاة حرب إقليمية والبديل بالطبع في غياب الاتفاق هو الاصطدام العسكري الذي سيغرق بواشنطن وسيؤدي إلي تأجيج الصراعات الإقليمية وربما إلي نزاع دولي وحذر بريجنسكي واشنطنالمتحدة و حلفاءها من عدم دفع إيران مرة أخري إلي العزلة. هالة أمين رابط دائم :