- أنظار العالم تتجه الخميس إلى مدينة إسطنبول التركية حيث تنعقد مفاوضات سلام مباشرة بين روسياوأوكرانيا في محاولة جديدة لإنهاء الحرب المدمرة المتواصلة بين الجارتين منذ 24 فبراير 2022 - الصراع الدموي شهد محطات عدة بدءا بحشود عسكرية واندلاع القتال ومحاولات إنهاء الحرب عبر محادثات مرورا بإبرام اتفاقية الحبوب ثم جمود المفاوضات حتى العودة إلى إسطنبول
"الجيش الروسي يهاجم أوكرانيا ويقصف الدولة الجارة بمختلف أنواع الأسلحة، ويبدأ عملية عسكرية برية"، على وقع هذا الخبر، استيقظ العالم صباح 24 فبراير 2022، ليجد نفسه أمام أزمة ضخمة، أعادت للأذهان أجواء وتداعيات الحروب العالمية. مبرر موسكو هو أن خطط كييف للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بقيادة الولاياتالمتحدة، تهدد الأمن القومي الروسي. واستنفرت الدول الغربية، وعلى رأسها الأوروبية، خشية أن تمتد الحرب إلى ما بعد أوكرانيا، وفرضت عقوبات غير مسبوقة على روسيا. الخلاف الروسي مع أوكرانيا لم يكن حديثا، واندلعت بينهما حروب سابقة، ولعل ما جرى في شبه جزيرة القرم عام 2014 من أبرز الدلائل على علاقات الجارتين المتفجرة. ** ما قبل 2022 بعد انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991، حافظت روسياوأوكرانيا على علاقات وثيقة بينهما. وبعد أيام من فرار الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش من العاصمة كييف أواخر فبراير 2014، بدأ مسلحون موالون لروسيا ومعارضون لحركة "الميدان الأوروبي" (موالية للغرب) السيطرة على شبه جزيرة القرم. وبعد احتلال برلمان القرم، أعلنت ما تسمى "قيادة القرم" أنها ستجري استفتاء للانفصال عن أوكرانيا. وأعقبه ضم روسيا لشبه جزيرة القرم منتصف مارس 2014، ورفضت أوكرانيا ومعظم المجتمع الدولي الاعتراف بالاستفتاء أو الضم. وفي 15 أبريل من العام نفسه، أعلن البرلمان الأوكراني أن شبه جزيرة القرم هي "أرض محتلة" من جانب روسيا، وتواصلت التوترات بين موسكو وكييف. ** الحرب الراهنة إرهاصات الحرب الراهنة بدأت بحشد عسكري روسي منذ مارس وأبريل 2021، ثم تصاعدت في أكتوبر 2021، حتى اندلعت الحرب في فبراير 2022. خلال الحشد العسكري الثاني، تقدمت روسيا إلى الولاياتالمتحدة و"الناتو" بمشروعي معاهدتين تشملان ضمانات أمنية، بينها تعهد ملزم بعدم انضمام أوكرانيا إلى الحلف، وخفض عدد قوات "الناتو" وعتاده في أوروبا الشرقية. فجأة، أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 24 فبراير 2022 جيش البلاد بدخول أوكرانيا، وتبع ذلك غارات جوية استهدفت مباني عسكرية، ودخلت دبابات روسية إلى أوكرانيا عبر حدود بيلاروسيا. فيما أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأحكام العرفية، ودوت صفارات الإنذار من الغارات الجوية في جميع أنحاء البلاد. وفي أواخر سبتمبر 2022، نظم مسؤولون نصّبتهم روسيا في أوكرانيا استفتاءات بشأن ضم الأراضي الأوكرانية المحتلة. وشملت هذه الأراضي "جمهورية دونيتسك الشعبية"، و"جمهورية لوغانسك الشعبية" في منطقتي دونيتسك ولوغانسك اللتين تسيطر عليهما روسيا. وفي نهاية الشهر نفسه، أعلن بوتين ضم مناطق دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزابوريزهيا، ونددت أوكرانياوالولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة بالضم، باعتباره غير قانوني. ** محطات بارزة - 4 مارس 2022 روسيا تعلن سيطرتها على محطة زاباروجيا، أكبر محطة للطاقة النووية بأوروبا وإحدى أكبر المحطات عالميا. - 9 نوفمبر 2022 موسكو تأمر قواتها بالانسحاب من مدينة خيرسون الساحلية جنوبأوكرانيا على الضفة اليسرى لنهر دنيبر. - 6 يونيو 2023 تفجير سد كاخوفكا بمنطقة خيرسون جنوبأوكرانيا يؤدي إلى فيضانات في المناطق المحيطة، وإجبار آلاف الأوكرانيين على ترك منازلهم. اتهمت روسياأوكرانيا بمحاولة قطع المياه العذبة عن شبه جزيرة القرم، بينما قالت كييف إن موسكو فجرت السد لإبطاء هجوم مضاد أوكراني متوقع. - 10 يونيو 2023 زيلينسكي يعلن أن أوكرانيا شنت هجوما مضادا ضد روسيا بهدف اختراق خط المواجهة في شرق وجنوب البلاد. - 10 مايو 2024 كييف تعلن أن القوات الروسية حاولت اختراق دفاعاتها بمنطقة خاركيف الشمالية الشرقية. ويمثل ذلك فتح جبهة جديدة في الحرب، التي كانت متمركزة في المناطق الشرقيةوالجنوبية من أوكرانيا، وخاصة دونيتسك. - 6 أغسطس 2024 أوكرانيا تتوغل في منطقة كورسك الحدودية الروسية، حيث دخلت قواتها إلى القرب من بلدة سودجا، على بُعد نحو 10 كيلومترات من الحدود الأوكرانية. وتقول كييف إنها سيطرت على أكثر من 1300 كيلومتر مربع من المنطقة الحدودية. - 11 يناير 2025 زيلينسكي يعلن أن القوات الأوكرانية أسرت في منطقة كورسك الحدودية الروسية جنديين كوريين شماليين جريحين كانا يقاتلان في صفوف الجيش الروسي. وأعرب عن استعداد كييف لتسليم الجنديين إلى بيونغ يانغ مقابل عودة أسرى الحرب الأوكرانيين المحتجزين في روسيا. - 19 أبريل 2025 رئيس هيئة الأركان العامة الروسي فاليري جيراسيموف يقول إن الجيش طرد القوات الأوكرانية من كامل كورسك تقريبا. ** محادثات السلام - 28 فبراير و3 و7 مارس 2022 انعقاد مفاوضات سلام بين موسكو وكييف بمنطقة غوميل وبيرست على الحدود بين بيلاروسياوأوكرانيا، بمبادرة من الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو. رغم حضور مسؤولين من البلدين، لم تسفر المفاوضات عن أي توافقات، ليتم نقلها لاحقا إلى تركيا. - 10 مارس 2022 مدينة أنطاليا التركية تحتضن مفاوضات بين وزيري خارجية روسيا سيرغي لافروف وأوكرانيا ديمتري كوليبا، بمشاركة وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو كوسيط. - 28 إلى 30 مارس 2022 - مدينة إسطنبول التركية تستضيف جولة رابعة من المفاوضات، والجانب الأوكراني يقترح تجميد وضع شبه جزيرة القرم، وإبرام اتفاقية دولية بشأن الضمانات الأمنية. في المقابل أعلن الوفد الروسي نيته تقليص أنشطته العسكرية شمال أوكرانيا، وصدر بيان إسطنبول كإطار للتسوية. لكن لاحقا، اتهمت موسكو الدول الغربية، وعلى رأسها الولاياتالمتحدة وبريطانيا، بتعطيل تفاهمات إسطنبول. - 22 سبتمبر 2022 تركيا تنجح في تسهيل عملية تبادل أسرى بين روسياوأوكرانيا. - 4 أكتوبر 2022
زيلينسكي يوقع مرسوما يمنع التفاوض مع روسيا. ** اتفاقية الحبوب - 22 يوليو 2022 بوساطة تركيا والأمم المتحدة، روسياوأوكرانيا توقعان اتفاقية "معبر الحبوب"، لعودة حجم صادرات الحبوب الأوكرانية إلى مستوى ما قبل الحرب، أي تصدير 5 ملايين طن متري شهريا. وتنص الاتفاقية على تفتيش السفن المشاركة في تصدير الحبوب الأوكرانية عند الدخول والخروج من البحر الأسود، للتأكد من عدم حملها أسلحة. الاتفاقية تتضمن مرورا آمنا من وإلى الموانئ الأوكرانية المنصوص عليها، حيث تبحر السفن التي سيتتبعها مركز التنسيق المشترك في البحر الأسود إلى مضيق البوسفور التركي ومنه إلى الأسواق العالمية. وتبلغ مدة سريانها 4 شهور، لحين تجديدها. - 29 أكتوبر 2022 روسيا تعلق اتفاقية الحبوب على خلفية اتهامها الجانب الأوكراني بتفجير جسر القرم. - 2 نوفمبر 2022 موسكو تتراجع عن تعليق اتفاقية الحبوب عقب مباحثات مع الجانب التركي. - 13 مارس 2023 تمديد اتفاقية الحبوب لمدة 60 يوما. - 17 يوليو 2023 روسيا تخطر تركيا والأمم المتحدةوأوكرانيا بعدم رغبتها في تمديد الاتفاقية مجددا. ** جمود المفاوضات - مايو 2023 الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يقول إن مفاوضات السلام "غير ممكنة في هذه اللحظة"، ومن الواضح أن روسياوأوكرانيا "منغمستان تماما في الحرب". - 15-16 يونيو 2024 ممثلون عن 92 دولة وثماني منظمات دولية يحضرون قمة السلام الأوكرانية في سويسرا. والقمة، الذي لم تشارك فيها روسيا، تعتمد بيانا ختاميا لم توقعه بعض الدول المشاركة، وبينها البرازيل والهند وجنوب إفريقيا والسعودية. والبيان يتناول ثلاث قضايا رئيسية هي صادرات الحبوب الأوكرانية، وسلامة محطات الطاقة النووية، وعودة أسرى الحرب. ** محادثات 2025 - يناير 2025 في أعقاب تنصيبه في 20 يناير الماضي، تعهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإنهاء الحرب بين روسياوأوكرانيا. - فبراير ومارس 2025 السعودية تستضيف لقاءات لمناقشة سبل إنهاء الحرب. أحد هذه اللقاءات يجمع وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو ونظيره الروسي سيرغي لافروف، وآخر بين روبيو ونظيره الأوكراني أندريه سيبيها. - 27 فبراير 2025 القنصلية الأمريكية في إسطنبول تستضيف مفاوضات أمريكية روسية، لبحث سبل إصلاح العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. - 11 مارس 2025 أوكرانيا توافق على مقترح أمريكي لوقف إطلاق النار، وروسيا تقبله بشروط، ثم يتهم كل طرف الآخر بخرق اتفاق وقف إطلاق النار. - 10 أبريل 2025 القنصلية الروسية بإسطنبول تستضيف مفاوضات روسية أمريكية، لبحث سبل إصلاح العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. ** عودة إلى إسطنبول - 10 مايو 2025 بوتين يقترح استئناف محادثات "مباشرة" مع أوكرانيا "دون شروط مسبقة" في إسطنبول الخميس 15 مايو 2025، بعد توقفها عام 2022. بعد ساعات يؤكد زيلينسكي استعداده للقاء بوتين في إسطنبول الخميس، معتبرا أنه "لا جدوى من إطالة أمد الحرب". - 11 مايو 2025 دائرة الاتصال بالرئاسة التركية تعلن أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أعرب لنظيريه الروسي والأوكراني عن استعداد بلاده لاستضافة محادثات السلام. الكرملين يقول إن الرئيس أردوغان قدَّم دعمه الكامل لمبادرة بوتين بشأن إجراء مفاوضات مباشرة مع أوكرانيا في إسطنبول. - 12 مايو 2025 زيلينسكي يقول إنه سيلتقي أردوغان الخميس، وسينتظر بوتين في تركيا. ترامب يرحب بانعقاد الجولة الجديدة من المفاوضات في إسطنبول. - 14 مايو 2025 بوتين يصادق على أسماء الشخصيات التي ستمثل بلاده في مفاوضات السلام مع أوكرانيابإسطنبول، وسيترأس الوفد مستشاره فلاديمير ميدينسكي. ومن بين أعضاء الوفد: نائب وزير الخارجية ميخائيل غالوزين، ورئيس الإدارة العامة لهيئة الأركان إيغور كوستيوكوف، ونائب وزير الدفاع ألكسندر فومين. ومنذ اندلاع الحرب، برزت تركيا جهةً دبلوماسيةً محوريةً في الوساطة بين كييف وموسكو، وحافظ أردوغان على قنوات اتصال مفتوحة بين الجانبين.