ليس هناك أسوأ من أن يكون الجاهل مغرورا ومن ثم تأبى عليه شخصيته المهتزة أن يقبل بأى نوع من التراجع عن المضى فى طريق الخطأ وذلك على عكس الكبار الذين يملكون شجاعة التراجع عند الخطأ ويؤمنون بأن الرجوع إلى الحق فضيلة.. ولكن الأشد سوءا هو أن يستبد العناد برأس أى جاهل يعميه الغرور الكاذب عن التراجع عما وقع فيه من أخطاء بدعوى أن هيبته لا تحتمل التراجع مهما كان الثمن الذى سيترتب على مواصلة العناد. والحقيقة أن الجاهل مثل المغرور كلاهما يجيد التظاهر بالثقة ولذلك تجده يتحدث حديث الواثق عن أمور لا خبرة له بها وهو فى هذه الحالة لا يضطر فقط إلى لى الحقائق وإنما يدعى ويزعم وينسب للآخرين أقولا وأفعالا لم يأتوا بها مثلما يملك القدرة على خلط الأمور خلطا معيبا فتصبح الهزيمة نصرا ويتحول الشر إلى خير والباطل إلى حق. الجاهل مثل المغرور فى كراهيته لمواجهة الحقيقة وبالذات حقيقة النفس ومن ثم فإنك تجد كليهما لديه إصرار غريب على عدم الاعتراف بجهله فى شأن أى قضية مطروحة للنقاش.. وكليهما يخجل من أن يقول أنه لا يملك أدلة وبراهين أو أنه لم يقرأ شيئا عن القضية المطروحة للنقاش وبالتالى يصر على الإفتاء فيما لا يعرف لمجرد إثبات الوجود وإرضاء نفسه المغرورة. وقد يكون محتملا وإن كان غير مقبول أن ينحصر الجهل والغرور فى إطار العلاقات الفردية المحددة وسط شلة من الأصدقاء أو مجموعة من الزملاء ولكن الذى لا يمكن قبوله أو احتماله أو السكوت عنه أن يتصف بالجهل والغرور من يتحملون أرفع المسئوليات ويملكون منابر التوجيه والتأثير فى حياة الناس . ولم أكن فى سطر واحد مما كتبت بعيدا عن قراءة المشهد الراهن وما صدر عن حاكم تركيا الأوحد أردوغان وفيلسوف الربيع العربى المزعوم محمد البرادعي من أكاذيب ومغالطات ضد مصر...وقانا الله مصيبة الجهل والغرور التى يتشابه فيها الرجلان.!! خير الكلام: إذا أردت تعرية الدجال فتش جيدا فى كل ما يقال! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله;