اللهم لا شماتة.. سقط المغرور المتكّبر وسقط معه حزب العدالة والتنمية على يد الشعب التركى الذى قرر سحب البساط من تحت أقدام أردوغان وتابعه داود أوغلو وقرر عدم تمكين الحزب «المتأسلم» من الحفاظ على الأغلبية البرلمانية لتدخل تركيا من جديد دوامة الحلول الصعبة من أجل تشكيل حكومة جديدة. وسواء نجح حزب العدالة والتنمية فى استرضاء واستجداء الأحزاب الأخرى للدخول فى تشكيلة ائتلافية توفر للحكومة أغلبية برلمانية أو اضطر أردوغان بعد انتهاء حملة ال 45 يوما للدعوة لانتخابات مبكرة فإن تركيا مهددة بالدخول إلى نفق مظلم بدأت تباشيره بانهيار سعر الليرة التركية أمام العملات الأجنبية فور إعلان النتائج الأولية للانتخابات وذلك بالتوازى مع تزايد حدة الهمس فى كواليس أحزاب المعارضة التركية بضرورة اغتنام الفرصة وفتح ملفات الفساد المسكوت عنها وطلب إعادة التحقيق فيها وعرض نتائجها على البرلمان. لقد تصور المغرور المتكّبر أن الدنيا قد دانت له ولحزبه لعقود زمنية قادمة على غرار أوهام الجماعة فى مصر الذين كانوا يحلمون باستمرار حكمهم لأرض المحروسة 500 عام على الأقل.. ومن ثم انشغل أردوغان ببناء القصور الفارهة التى تليق بأمجاد أجداده العثمانيين الذين يحلم باستعادة ملكهم القديم فما كان من الشعب التركى إلا أن قرر معاقبته بعد أن رأى فيه عبئا ثقيلا. وكم أشفقت على مطاريد الجماعة المصريين فى اسطنبول وهم يتحدثون على شاشة إحدى فضائياتهم التحريضية ضد مصر ويحاولون تخفيف أثر الهزيمة التى لحقت بأردوغان وحزبه المحتضن لهم والمغذى لكراهيتهم ضد مصر وضد الرئيس السيسى فإذا بالأعصاب تنفلت إلى حد اتهام الشعب التركى بنكران الجميل وعدم تقدير ما قدمه أردوغان وحزبه لتركيا. لقد نسى هؤلاء المطاريد أنهم كانوا أحد أهم أسباب سقوط السلطان أردوغان وسقوط حلم الخلافة المزعوم لأن الشعب التركى الذى بارك النهضة الاقتصادية فى السنوات العشر الأخيرة أحس بكوابيس تطارده فى العامين الأخرين خشية اتساع نطاق العزلة الإقليمية لتركيا نتيجة التمادى فى التحالفات المشبوهة مع الجماعات الإرهابية المتطرفة ومحاولة تبرير فشل الجماعة فى حكم مصر والانزلاق إلى حد استفزاز الشعب المصرى بالمقولة المريضة لأردوغان.. إننى لا أعرف رئيسا لمصر سوى «محمد مرسى عيسى العياط»... وكان لابد أن يدفع الثمن! خير الكلام : أذلّه الدهر لاعزّ ولا جاهّ.. فتى تزيد على أنفاسه المحن! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله