ثمة أسئلة تخطر على الذهن فى هذه المرحلة العصيبة من تاريخ الأمة العربية.. وهذه الأسئلة مستوحاة من القراءة الدقيقة لمعطيات ودوافع الحالة الهستيرية التى تصنعها أبواق الفتنة والتحريض وأهم هذه الأسئلة هو: هل وصل تحالف الشر والكراهية المتخندق فى استوديوهات الدوحة واسطنبول إلى حد اليأس من إقناعنا بقبول التصالح معهم بعد أن فشلت كل محاولاتهم! والحقيقة أنهم بلغوا بالفعل مرحلة اليأس، ولكنهم يكابرون فى الاعتراف بالأمر الواقع ولا يزالون يراهنون على أساليب المساومة والضغوط النفسية تحت وهم الاعتقاد بأن المصاعب الاقتصادية التى واجهت مصر مصاحبة لإنفاذ أهم برنامج للإصلاح الاقتصادى والاجتماعى يمكن أن تؤثر فى شكل الحوادث المقبلة لكى تخدم أحلامهم المريضة فى إعادة دوران عجلة الساعة إلى الوراء. بل إن هناك من يعتقد – داخل أركان هذا التحالف الشرير – أن تكثيف الحرب النفسية ضد مصر يمكن أن يفت من عضد التماسك الوطنى العظيم لشعب وادى النيل الذى يزدرى أكاذيبهم وشائعاتهم بشموخ الجبال الشاهقة التى لا تبصر عيونها سوى الآمال والأحلام العريضة التى بدأت بشائرها تلوح فى الأفق. لقد عاشت مصر السنوات الخمس الأخيرة التى أعقبت ثورة 30 يونيو مشاعر صادقة من الثقة بالنفس أحدثت وستظل تحدث فى تاريخ هذا الوطن تغييرات إيجابية بعيدة المدى ربما أكثر مما نرسمه فى خيالنا.. وإزاء هذا الواقع فليس أمام أركان حلف الشر والكراهية سوى حسن قراءة المشهد وإعلان الاستسلام بلا قيد ولا شرط لإرادة الشعب المصرى التى أفرزت قوة جديدة كانت كامنة داخل الشخصية المصرية واستطاعت – رغم كل المصاعب والتحديات – أن تحطم كل المقاييس وأن تغير كل الحسابات. وظنى أن رواسب الماضى تعوق حتى الآن قبولهم إعلان الاستسلام لأنهم أعجز من أن يدركوا معنى الحوادث وعبرة التطورات! خير الكلام: ذروة القوة فى الانتصار على النفس! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله