ونحن على بعد أمتار قليلة من موعد الذهاب للاستفتاء على التعديلات الدستورية علينا أن نعيد تنشيط الذاكرة لكى نرصد بكل الدقة وبكل الأمانة حزمة الخطوات الهائلة التى قطعتها مصر خلال السنوات الفائتة سعيا إلى التغيير اعتمادا على صمود وإرادة هذا الشعب العظيم الذى صنع بتجاوبه مع طموحات الرئيس السيسى قاعدة ينطلق منها التغيير فى جميع المجالات وبما يدعم قدرة الدولة المصرية على تحمل مسئولياتها واستكمال أحد أهداف هذه المرحلة، وهو مواجهة الإرهاب وتأمين الاستقرار. لقد بات واضحا ومؤكدا لكل ذى عينين ولمن يحتكم للغة العقل وحسابات المنطق أن ما حدث فى 30 يونيو 2013 لم يكن مجرد ثورة لإزاحة نظام حكم عفن وإحلال نظام حكم يليق بمصر ومكانتها، وإنما الذى حدث كان بمثابة أجرأ عملية انتقال بمصر من حالة كانت أشبه بالضياع والفراغ إلى بداية السير على طريق بناء دولة جديدة تلائم روح العصر وتلبى الآمال المشروعة لملايين المصريين. لقد استطاع السيسى بخطواته الجريئة والطموحة أن يثبت للجميع أن 30 يونيو 2013 كان وسيظل يوما خالدا فى تاريخ هذا الوطن لأنه اليوم الذى أكد المفهوم الصحيح للثورة بعيدا عن هتافات الغضب ومزايدات التشفى التى سيطرت على الشارع المصرى بعد أحداث 25 يناير 2011 والتى دفعت بكثير من المصريين إلى الاقتراب إلى إعلان كفرهم بكلمة الثورة قياسا على الثمن الباهظ الذى صنعته فوضى السنوات العجاف خصوصا أنه كان واضحا منذ اللحظة الأولى لذهاب المصريين إلى الميادين والساحات على طول وعرض مصر يوم 30 يونيو أن الناس ليسوا من محترفى المظاهرات والاعتصامات، وإنما هم مواطنون بسطاء يريدون أن يعيدوا بناء هذا الوطن، وبالتالى بناء حياتهم الآمنة والمستقرة. فى اعتقادى أن الأساس الصلب الذى استعادت به مصر حيويتها بعد 30 يونيو هو الذى يشجع المصريين على الذهاب إلى الاستفتاء على التعديلات الدستورية من أجل إزالة ما تبقى من شوائب السنوات العجاف تحت مظلة اليقين بأنه سوف يكون لدينا فى السنوات المقبلة ما نفعله لكى نحقق الأهداف العظيمة لثورة 30 يونيو واستكمال بناء القوة الذاتية لمصر سياسيا واقتصاديا واجتماعيا إنفاذا لإرادة الشعب وتلبية لطموحات الزعيم.. وظنى أننا قادرون بعون الله لأننا ندرك أن المسألة ليست مجرد تعديلات دستورية فقط! خير الكلام: المبادئ السياسية ليست مجرد شعارات نرددها وإنما هى ممارسات نسجلها على أرض الواقع! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله