مرت على مصر والمنطقة 6 سنوات عجاف تغيرت أحوال وتبدلت ظروف وتدفقت مياه كثيرة تحت الجسور وتقاربت مسافات وابتعدت مسافات ولكن مصر ظلت صامدة عصية على الكسر وعصية على الانحناء. أدرك المصريون رغم شوقهم إلى التغيير إن كل شيء مسموح به وجائز قبوله إلا المساومة على بقاء الدولة المصرية وعدم السماح بانهيارها وتفكيكها بمثل ما حدث للعديد من دول المنطقة. ومن أرضية هذا الفهم العميق لحركة التاريخ استدرك المصريون فى 30 يونيو كل ما وقع من أخطاء أفرزت أوضاعا اقتصادية واجتماعية وسياسية لا يمكن السماح بها صبرا أو سكوتا! وكما رفض المصريون أن يستنشقوا دخان القنابل والمفرقعات الذى غطى كل شبر فى أرض مصر وسمح لخفافيش الظلام أن تسرح وتمرح كيفما تشاء فإن المصريون رفضوا أيضا أن ينخدعوا برائحة العطور المستوردة التى تسللت إلى أنوفهم باسم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان. وهكذا كان الذهاب إلى 30 يونيو من أرضية الوعى لضرورة إخراج الوطن بأسرع وقت ممكن من أجواء التصدع والانقسام والتعثر. لم يكن الذهاب إلى 30 يونيو منطلقا من الرغبة فى إزاحة أحد عن سدة الحكم وإنما كان الذهاب ضرورة وفريضة لتجنيب الوطن خطر اللحاق بركاب الدول الفاشلة التى انخدعت بلافتات الربيع العربى المزعوم واكتشفت بعد فوات الأوان أنها أضاعت أوطانها لإرضاء طموحات بعض المراهقين السياسيين! والحقيقة إن صورة ما حدث فى 30 يونيو 2013 لم تتضح بعد كل تفاصيلها رغم أن الصدمة التى لحقت بالإدارة الأمريكية وقتها وكشفت عنها هيلارى كلينتون فى مذكراتها أكدت إنه لو تأخر الذهاب إلى 30 يونيو بضعة أيام لكانت سيناريوهات التمكين للجماعة قد أتت أكلها! خير الكلام: الرأى قبل شجاعة الشجعان هو أول وهى المحل الثانى ! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله