بعيدا عن تبدد أوهامهم المريضة حول إمكانية إفشال الانتخابات الرئاسية ضمن مخطط السعى لاستعادة السلطة عن طريق بوابة الفوضى بعد فشل العمليات الإرهابية فى هز الأمن وضرب الاستقرار فإن القوى الدولية والإقليمية الراعية لحلف الشر والكراهية المعادى لمصر والتى تستخدم الجماعة وذيولها لتنفيذ مخططاتها التخريبية ليست معنية تماما بأوهام استعادة الإخوان للسلطة مرة أخرى وإنما كل مايعنى هذه القوى الدولية والإقليمية أن تستمر محاولات التشكيك وتشجيع دعوات الفوضى لاستنزاف طاقة الشعب المصرى حتى يتبدد حماسه وتفرغ همته وينقشع حماسه لمشروع الرئيس السيسى لإعادة بناء مصر وتعظيم قدراتها الذاتية. وفى حدود فهمى لأبعاد الحرب الشريرة الدائرة ضد مصر بواسطة حفنة من الأشرار فإن أصعب ما يواجههم هو إدراكهم لقدرة الرئيس السيسى على إبقاء أبواب ونوافذ الاتصال مفتوحة مع الغالبية العظمى من البسطاء الذين يؤكدون استمرار مساندتهم له برصيد من الأمل فى أن الغد سيكون أفضل وبرصيد من اليقين بأن تجربة التاريخ تؤكد أن مصر قد تمرض ولكنها لا تموت وإن المعاناة التى فرضتها قسوة الإجراءات الاقتصادية أشبه بالجراحة التى تحدث بعض الألم لكنها المدخل إلى الشفاء واستعادة العافية للجسد المريض. والحقيقة إننا واجهنا على مدى السنوات الأخيرة موجات بعد موجات من حملات التشكيك وجرائم التخريب ولكنها تحطمت على صخرة صمود وإيمان هذا الشعب الذى يحسب له أنه مازال يواصل التضحية بفهم عميق لضرورات المرحلة.. ومن هنا فإن التحية واجبة لما حدث من تحول عظيم فى ثقافة نسبة كبيرة من المصريين الذين استوعبوا جيدا دروس سنوات الفوضى والتى كانت ترتدى أقنعة مزيفة بمسميات الثورة والتغيير فقد أدرك المصريون أن خلاص مصر من أوجاعها ليس بالانفعالات العاطفية أو الهتافات الحنجورية أو الاعتصامات الفوضوية وإنما بالقدرة على بناء مظلة شاملة من قوة الإرادة السياسية وضمانات العدالة الاجتماعية.. وهذا هو برنامج السيسى السابق واللاحق. خير الكلام: الوهم نصف الداء والاطمئنان نصف الدواء والصبر بداية الشفاء!