ما أعجب هؤلاء الذين لا يرون فى مرآة الديمقراطية سوى أنفسهم ويواصلون فى كل العصور العزف على أنغام يراد من ألحانها اختصار الديمقراطية فى الإطار الشكلى الذى تعبر عنه أحزاب قد لا يحمل أغلبها سوى اللافتة والمقر وربما فى بعض الأحيان جريدة غير منتظمة الصدور لإنتاج مقالات جوفاء تترحم على الديمقراطية الغائبة والحرية المقيدة. لقد ولى زمن ديمقراطية النخب إلى غير رجعة بعد أن اتسعت مساحات الوعى! والذين يفهمون الديمقراطية على أنها معاول للهدم ومنابر للنقد والتشكيك فقط يغيب عنهم أن الديمقراطية الصحيحة لا تعرف السباب والتطاول وإنما يقوم منهجها على النصح والإرشاد والسعى لدفع الحكومة للتجاوب مع الأهداف والأمانى المشروعة للمواطنين والعمل على مساعدتها لكى تحول هذه الأمانى والأهداف إلى خطط ومشروعات تندرج فى نطاق الممكن ولا تحلق بعيدا فى أفق المستحيل.. وأيضا فإن الذين يختصرون الديمقراطية فى عناوين تداول السلطة وتقاسم الحصص والغنائم تحت قبة البرلمان هم أبعد ما يكون عن ضمير الشعب الذى يتعلق بالديمقراطية كآلية للمساعدة على بلورة الأهداف الوطنية من خلال تعاون صادق بين الأغلبية والمعارضة ودفع الحكومة لتلبية الاحتياجات الأساسية للمواطنين من خلال محورى التوجيه بالرشادة والرقابة بالأرقام والوقائع!. أتحدث عن الذى يتحدث عنه الناس بعيدا عن منتديات النخب من أجل طموحات مشروعة فى الانطلاق والتقدم بالوطن عبر وسائل وآليات تناسب ظروفنا وقدراتنا وتعبر عن طبيعة هذا الشعب الصبور الذى عانى كثيرا ورغم ذلك لم ينزلق يوما إلى صراع الطبقات الذى كان أحد أخبث وأخطر أهداف مخطط الفوضى خلال الأعوام الأخيرة وبفضل الله نجت مصر من هذا الفخ اللعين. خير الكلام: أعمى يقود بصيرا لا أبا لكم.. قد ضل من كانت العميان تهديه! [email protected] [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله