حول زراعة الأرز وصلتنى هذه الرسالة من د.نادر نور الدين أستاذ الأراضى والمياه بكلية الزراعة جامعة القاهرة الأرز يا صديقى هو البديل الوحيد الآن لفيضان النيل بعد السد العالى والذى كان يغسل الأراضى المصرية خاصة أراضى محافظات الدلتا الثمانى التى يسكنها55% من المصريين وتعطى72% من غذاء وإنتاج الزراعة فى ولولا زراعة الأرز لفقدنا نصف أراضى الدلتا من زمن فهو الذى حفظ لها خصوبتها وفى الوقت نفسه أعطى إنتاجا اقتصاديا مربحا للفلاحين فما اقل الزراعات المربحة حاليا يا صديقى وما أكثر ديون الفلاح وخسائره.. الأرز هو محصول الحبوب الوحيد الذى يعطى أربعة أطنان للفلاح بينما يعطى القمح طنين فقط للفدان وبالتالى فمادام يعطى ضعف محصول القمح فمن حقه أن يستهلك ضعف كمية المياه فالمياه هنا فى محلها وليست إهدارا.. ثانيا: كيلو القمح سعره 5 جنيهات بينما كيلو الأرز من عشرة لخمسة عشر وبالتالى سعره أعلى محليا وأكثر اقتصادية.. أما دوليا فسعر طن القمح اقل من 250 دولارا للطن وسعر طن الأرز قصير الحبة الفاخر المشابه للأرز المصرى يبلغ 600 700 دولار للطن وهو الأرز الفيتنامى أما الأرز الهندى والصينى فيتراوح حاليا مابين 400 و 500 دولار للطن وهو استنزاف لعملاتنا الأجنبية القليلة بخلاف تكاليف النقل البحرى لاستيراده ثم تكاليف تفريغه فى الموانى المصرية ثم تكاليف النقل البرى الداخلى لنقله من الموانى المصرية إلى جميع المحافظات المصرية السبع والعشرين بما يصل بسعر الأرز المستورد فعليا إلى 15 جنيها مصريا بخلاف ربح المستورد والتاجر.. بالإضافة إلى تدهور أراضى شمال ووسط الدلتا لان زراعات الأرز هى خط الدفاع الأول عن هذه الأراضى وهى التى ترد مياه البحر المالحة إلى الخلف وتمنع غمرها للأراضى المصرية وتمنع وصولها للمياه الجوفية السطحية لأراضى الدلتا بسبب تيار مياه زراعات الأرز التى ترشح إلى أسفل فترد مياه البحر الى الخلف.. والمتوسط العام للأراضى التى تملحت وضعفت إنتاجيتها فى أراضى الدلتا وصلت إلى ثلث مساحة أراضى الدلتا أى 1٫5مليون فدان وهى المساحة التى ينبغى زراعتها إجباريا بالأرز كل عام حتى لا تبور وتخرج عن إنتاجيتها.