* الأهالى: تحتل الأرصفة والمستشفيات..وقرارات المحافظين لا تنفذ * سوهاج أزالت 1050 كشكا ومقهى عشوائيا.. و الدقهلية تراجع أوراقها * المخالفون: ننتظر فرصة عمل شريفة ونتعهد باحترام القانون
الأكشاك العشوائية التى تحتل الأرصفة وتحاصر المدارس والمستشفيات وتعيق حركة المرور تسبب صداعا مزمنا فى رأس المواطنين فى العديد من المناطق والشوارع وقد وصل الأمر كما يقول بعض أهالى الغربية - الى أنها تستغل من قبل الخارجين على القانون لبيع المواد المخدرة. وقد تفاقمت الأزمة منذ أحداث 25 من يناير 2011.. وفى إطار حملاتها المستمرة لإزالة الإشغالات أعلن المحافظون انه لا رجعة عن التخلص من المخالفة وبالفعل قام محافظ سوهاج على سبيل المثال بإزالة 1050 كشكا مخالفا،وأكد محافظ الدقهلية انه لا استثناء فى الإزالة ولا وساطة فى هذا الأمر، والنهج نفسه اتبعه محافظ الغربية الذى أكد أنه لا رجعة فى مواجهة هؤلاء المستهترين.. من جانبهم قال عدد من أصحاب الأكشاك المخالفة إنهم أنفقوا كل ما يملكون فى إنشاء تلك الأكشاك طمعا فى الحصول على فرصة عمل شريفة على أمل أن يتم تقنينها وأنهم ملتزمون بكل المعايير والشروط المطلوبة منهم لتوفيق أوضاعهم وكذلك سداد أى رسوم.. الأمر الذى جعل محافظ سوهاج على سبيل المثال يطالب بتوفير بديل لأصحاب الأكشاك المخالفة ماإذا كانوا جادين فى توفيق الأوضاع.. تفاصيل أخرى فى السطور التالية. الغربية أحمد أبو شنب: شجع التباطؤ فى إزالة أو تقنين الأكشاك المخالفة بشوارع الغربية خاصة المجاورة للمصالح الحكومية والمستشفيات والجامعة على انتشار الظاهرة وتفاقمها بقيام مواطنين آخرين بإقامة أكشاك مماثلة فى العديد من الشوارع بمدن المحافظة المختلفة. يقول ناصر سليمان أحد أهالى شارع سعيد بطنطا إن الشارع أصبح مكتظًّا بالأكشاك غير المرخصة، والتى تنتشر بجوار المدارس والمستشفيات الموجودة، خاصة أن تلك الأكشاك تشغل مساحات كبيرة، مما أدى إلى عدم وجود رصيف للمارة، وبات السير فى الشارع أمرًا فى غاية الصعوبة، خاصة الأكشاك المقامة خلف المدرسة الصناعية الميكانيكية والصادرة لها قرارات إزالة من حى ثان طنطا،ويتساءل لماذا لم يتم تنفيذ قرارات الإزالة حتى الآن؟. وأضاف «سليمان» أن بعض هذه الأكشاك أصبحت بؤرا إجرامية يستخدمها بعض الخارجين على القانون،مطالبا بضرورة إزالتها فى أسرع وقت حفاظا على حياة المواطنين. خاصة طلاب المدارس الملاصقة لتلك الأكشاك. ويقول محمد السيد أحد الأهالى إن الضوضاء المرتفعة الصادرة عن مكبرات الصوت التى يستخدمها أصحاب تلك الأكشاك المجاورة للمستشفيات خاصة فى المساء، تزيد من أوجاع وآلام المرضى وكبار السن، وكذلك الطلاب لا يستطيعون التركيز فى مذاكرة دروسهم. ويختم قائلا: «هذه الأكشاك جحيم نعيش فيه.. إنها قنابل موقوتة لا بد من التعامل معها بالقانون». ويضيف محمد منصور أحد سكان شارع حسن رضوان أن انتشار الأكشاك بدأ منذ ثورة 25 يناير 2011 مع انتشار الفوضى والبلطجة والانفلات الأمنى، وأن الأمر ليس مقصورًا على شارع بعينه، وإنما أصبح ظاهرة موجودة فى كل شوارع مدينة طنطا. فى حين يرى محمود سمير صاحب كشك أن الشباب يحتاج إلى فرص عمل شريفة وعلى الدولة مساعدتهم بدلا من الانحراف. وفى السياق نفسه يقول مصطفى محمود صاحب كشك إنه حاصل على بكالوريوس تجارة ويعول أسرة مكونة من 6 أفراد وليس له مصدر رزق سوى هذا الكشك، وانه تقدم بأكثر من طلب لتجديد الترخيص، ولكن «الحى» يرفض، ويتساءل: ماذا أفعل إذا فقدت الكشك أو تمت إزالته؟ مؤكدا احترامه للقانون والتزامه بكل شروط التقنين والترخيص وسداد أى مستحقات للدولة، خاصة أنه صرف كل ما يملك على تجهيز هذا الكشك، وان هناك العشرات مثله من الملتزمين ومنهم من اقترض من البنوك لتجهيز الكشك،وأنهم ليسوا ضد حملات الإشغالات، ولكن لابد ان لا تقوم على مبدأ «السيئة تعم». من جانبه، أكد اللواء هشام السعيد محافظ الغربية أن التعليمات واضحة: « كل كشك غير مرخص يُزال فورًا»، أما الأكشاك المرخصة فلا بد أن تلتزم باشتراطات الترخيص، ومنها عدم مخالفة النشاط، والالتزام بالشكل الحضارى والجمالى، مشيرًا إلى ضرورة مراعاة البعد المجتمعى. الأكشاك مغلقة فى أحد شوارع المنصورة الدقهلية إبراهيم العشماوى: انتشرت الأكشاك والمنافذ العشوائية فى شوارع وميادين الدقهلية خاصة المنصورة مستغلة تساهل بعض المسئولين السابقين فى منح التراخيص لمساعدة الفئات الضعيفة أو ذات الاحتياجات الخاصة، دون ضوابط حتى باتت عائقا أمام المارة وحركة السيارات وشوهت المنظر الجمالى العام. يقول السيد حميدة أحد أهالى منطقة كفر البدماص بالمنصورة إن شارع كلية الدراسات أصبح لا يطاق لأنه فى الأساس موقف لسيارات القرى المحيطة بالمنصورة وبه كلية تابعة لجامعة الأزهر وفى الوقت نفسه مزدحم بعشرات من الأكشاك وأغلبها مغلق أو مفتوح لبيع بضائع مجهولة المصدر. ويؤكد سالم المهدى موظف أن بعض الأكشاك للأسف تستخدم فى أعمال غير مشروعة مثل تجارة الحبوب المخدرة على السائقين والشباب. وتطالب نهلة السيد ربة منزل بإزالة جميع الأكشاك والعشش العشوائية المقامة على جانبى الرصيف ومنع التعديات على حرم الطريق. من جانبه يقول أحمد عبد السميع رئيس حى غرب المنصورة إن ظاهرة الأكشاك العشوائية موجودة منذ سنوات وان المحافظ يقود توجها جادا لاستعادة اللمسة الجمالية للمنصورة وإعادة تنظيم الأكشاك والمنافذ، وانه تم رصد 32 كشكا عشوائيا بنطاق الحى، وسيتم اتخاذ الإجراءات القانونية بشأنها. فيما أكد حسام عبد اللطيف رئيس حى شرق المنصورة أنه فى إطار تنفيذ تعليمات المحافظ تم تشكيل لجنة من الحى والمنافذ بالتعاون مع قسم شرطة ثانى وشرطة المرافق لفحص كل الأكشاك العشوائية وعددها نحو 56 كشكا بنطاق الحى ومراجعة مساحتها والإزالة الفورية لأى زوائد أو تعديات ومخالفات ووقف غير المرخصة فورا، كما سيتم إعادة تنظيم المرخص بشكل جمالى معين فى الشوارع وإعطاؤها لونا واحدا سيتم اختياره قريبا، وبدأت اللجنة بالفعل فى الفحص على الطبيعة مدى مطابقة الأكشاك لتصاريح الإنشاء. وكان الدكتور كمال شاروبيم محافظ الدقهلية قد أصدر قرارات فى الأيام الأولى لتوليه المسئولية فى أول سبتمبر الماضى بوقف إصدار أى تراخيص جديدة للأكشاك فى المدن، واتخذ قرارا بإزالة الأكشاك المغلقة وغير المستغلة والمخالفة للتراخيص فى مدينة المنصورة التى وجدها مكتظة بالأكشاك حرصا على عودة المدينة لجمالها ورونقها،موضحا أن هناك قرارات لإزالة الأكشاك واجبة التنفيذ وأنه لن يقبل أى وساطات أو استثناءات فى منح تراخيص جديدة،وضرورة التزام منافذ وأكشاك الخضر والفاكهة والمنتجات الغذائية بالبيع بأسعار مخفضة للمواطنين، لافتا إلى أنه تفقد كثيرا منها وألزمهم بالبيع بأسعار مخفضة لكن عدم الرقابة والمتابعة جعل أصحاب هذه المنافذ يعودون للبيع بأسعار مرتفعة وانه لا جدوى من استمرار هذه المنافذ اذا ظلت على إصرارها فى البيع دون تخفيضات حقيقية لصالح المواطنين.
سوهاج محمد مطاوع بلال عبدالعظيم: أما فى سوهاج فقد شن المسئولون بالمحليات حملات مكثفة بالتعاون مع شرطة المرافق لإزالة الإشغالات والأكشاك والمقاهى العشوائية بالشوارع والميادين وخاصة تلك التى تم إنشاؤها بجوار المدارس والمستشفيات والمصالح الحكومية وذلك بهدف التخفيف عن المواطنين وتسيير حركة المرور وإعادة الانضباط بعد أن تحولت الشوارع إلى «سويقات» عشوائية متناثرة فى كل مكان كما تمت إزالة الأكشاك التى كانت مخصصة ضمن مشروع تشغيل الشباب العاطل لبيع السلع الغذائية التى تم توزيعها بدون معايير لغير المستحقين وإعادة توزيعها مرة أخرى من خلال معايير موضوعية.. وقد أشاد الأهالى بالحملة التى قادها المحافظ لإزالة تلك العشوائيات لإعادة الشكل الجمالى والوضع الطبيعى للشوارع، وبعد أن رصدنا ماعانة الأهالى من تلك الظاهرة كان لابد من الاطلاع على عالم أصحاب الأكشاك المخالفة والتقينا عددا منهم حيث أكدوا أنهم لجأوا إلى إقامة تلك الأكشاك والمقاهى المخالفة بهدف الحصول على فرصة عمل فى بلد يعانى فيها الشباب بطالة طاحنة و لكسب الرزق الحلال للإنفاق على أسرهم. من جانبه قال الدكتور محمد التونى المتحدث الرسمى باسم المحافظة إن الحملات تضمنت غلق وإزالة 50 كشكا ومقهى عشوائيا وأكثر من ألف «فرش» وبائع متجول كانت تحتل الرصيف خاصة بجوار المدارس والمستشفيات وكانت تتسبب فى إعاقة حركة المارة بالإضافة لإزالة اللافتات الإعلانية العشوائية بالشوارع. موضحا ان المحافظ الدكتور احمد الأنصارى اصدر تعليمات حازمة بعدم السماح بأى وضع غير قانونى فى هذا الإطار إلا انه وجه رؤساء الأحياء والمدن بدراسة توفير أماكن بديلة لإقامة أكشاك للشباب وتقنينها ووجه برفع كفاءة الميادين من خلال أعمال الطلاء وتركيب كشافات الإنارة والأرصفة والبلدورات وزراعة الجزر الوسطى وإضاءتها.