كشفت وثيقة مسربة كتبها المدعى العام التركى مؤخرا عن مدى تزييف الرئيس التركى رجب طيب أردوغان وتدبيره سيناريو انقلاب 2016 بنفسه بهدف إحكام قبضته على البلاد وإدارتها بالحديد والنار عبر آلية التخلص من كل معارضيه إما بالقتل أو السجن أو الإقالة من المناصب، وهو ما مهد له الطريق لاحقا لتحويل النظام السياسى للبلاد من البرلمانى إلى الرئاسى الذى منحه مزيدا من السلطات دون أدنى معارضة تذكر. وتكشف أيضا تلك الوثيقة، التى حصل الصحفى التركى أحمد دونميز الذى يعيش فى المنفى فى السويد على نسخة منها، مفارقات تأريخية صارخة فى رصد أحداث ذاك الانقلاب المزعوم وتوقيتاتها، وهو ما يؤكد أنه ليس سوى سيناريو وهمى ومفبرك من بنات أفكار أردوغان وأجهزته المخابراتية. وتشير تلك الوثيقة، التى كتبها المدعى التركى سردار كوسكون فى 16 يوليو 2016 والتى هى عبارة عن سجل مفصل للأحداث التى وقعت منذ بداية ذلك الانقلاب المفبرك ابتداء من ليلة 15 يوليو وحتى الساعة ال 7 من صباح 16 من الشهر ذاته، إلى قيام من تصفهم ب«الانقلابيين» فى سلاح الجو التركى بقصف البرلمان وحديقة القصر الرئاسى على سبيل المثال. وفى سياق التلاسن اللفظى بين أردوغان وتل أبيب، رد رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نيتانياهو على الاتهامات بالعنصرية التى وجهتها له تركيا واصفا رئيسها ب«الديكتاتور». وكرر نيتانياهو الكلام قائلا:«أردوغان الديكتاتور التركى يستهدف الديمقراطية الإسرائيلية، بينما تمتليء سجونه بالصحفيين والقضاة الأتراك. ما هذه المزحة!». تأتى تصريحات نيتانياهو فى هذا الصدد ردا على ما ذكره إبراهيم قالن المتحدث باسم الرئيس التركى مؤخرا بشأن ما سماه «العنصرية الصارخة والتمييز»، ووصفه إسرائيل بأنها ليست دولة «لجميع مواطنيها» بل «فقط للشعب اليهودي»، مستثنيا بذلك عرب 48. وعلى الفور، شن أردوغان، هجوما حادا على رئيس الوزراء الإسرائيلى نيتانياهو، طالبا منه أن «يعود إلى رشده».