قناص حمص..أبو حمزة..عزرائيل الخالدية, أسماء أطلقها ثوار مدينة حمص علي رضوان نحيلي, السوري البسيط البالغ من العمر ما يربو علي الستين عاما, والذي لم يسبق له أن حارب أو حمل سلاحا. وسقط من أقاربه وجيرانه وأحبائه شهداء أمام عينيه خلال الهجمة الشرسة التي شنتها قوات الجيش النظامي السوري علي حمص خلال أشهر فبراير ومارس وإبريل الماضية,فرهن ما بقي من عمره للأخذ بالثأر. باع قناص حمص ما كان يملك من أرض وعقار, واشتري بندقية قنص حديثة بما يعادل مائة ألف وخمسمائة جنيه- حسبما يروي أحد رفاقه ممن لجأوا إلي القاهرة- واستبسل في عمليات القنص التي أظهر فيها مهارة فائقة, حتي اتسعت شهرته من حي الخالدية بحمص لتمتد علي نطاق المدن المجاورة, وصار في مقدمة المطلوب تصفيتهم علي قوائم أجهزة الأمن النظامية السورية, وتشكلت في مدينة حمص سرية مقاتلة تحمل اسمه, وتداولت مواقع الانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي مقولاته ومقاطع الفيديو الخاصة به. يروي رفيق أبو حمزة- طلب عدم نشر اسمه- عن عزرائيل الخالدية أنه نجح خلال الفترة القصيرة التي قضاها في العمليات الميدانية في قنص أكثر من خمسمائة شخص من الشبيحة الذين روعوا أهالي المدينة المنكوبة وارتكبوا المذابح داخل أحيائها, فصار بطلا شعبيا في عيون الثوار, وإرهابيا مجرما في عيون نظام الرئيس السوري الأسد وأجهزة إعلامه. وعقب استشهاده خلال الاشتباكات المسلحة في نهاية مارس الماضي, أعلنت أجهزة الإعلام الرسمية السورية عن مقتل الإرهابي رضوان نحيلي, وظلت عمليات وبطولات عزرائيل الخالدية سيرة يتحاكي بها الثوار رمزا للتفاني في سبيل الحرية حتي الموت. آلاف الحكايات وقصص البطولة نسجها الشعب السوري, مدادها سبعة عشر شهرا من الثورة و25 ألف قتيل وآلاف الجرحي وملايين اللاجئين, لم يتم الكشف عن معظمها بعد,ولم تزل قاصرة علي أبناء الشعب السوري يتداولونها كسيرة شعبية مجيدة, ويستمدون منها الصبر والإصرار.