فجأة.. ودون أى مقدمات، اشتعلت أسعار الدواجن، وتفاقمت الأزمة أخيرا، بعد موجة الطقس السيئ التى اجتاحت البلاد الفترة الماضية ، حيث تضررت مزارع الدواجن ، مما أدى إلى نفوق الآلاف منها وبالتالى انخفاض الكميات المطروحة بالأسواق.. "تحقيقات الأهرام" رصدت تحديات صناعة الثروة الداجنة، والحلول اللازمة لها.. وإليكم التفاصيل : بداية يرى شريف عادل - صاحب مزرعة دواجن - أن العوامل المؤثرة فى أسعار الدواجن، تتمثل فى عدم استقرار سعر الدولار الذى يترتب عليه ارتفاع أسعار العلف وارتفاع أسعار الأدوية والتطعيمات الخاصة بتربية الدواجن إلى جانب ارتفاع أسعار الكتاكيت والبيض، كما أن زيادة الأسعار تتناسب طرديا مع زيادة الطلب على السلعة بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الكهرباء التى يتم استخدامها للدواجن لأنهم يحتاجون إلى نظام إضاءة ونظام تدفئة معين مما يؤدى إلى استهلاك كميات من الكهرباء المستمرة طوال فترة الدورة. التحصينات بلا فائدة ويوضح الدسوقى محمد - صاحب مزرعة دواجن - أن التحصينات التى تم استيرادها غير مجدية مع أمراض الدواجن مما أدى إلى نفوق أعداد كبيرة منها وبالتالى نقص فى كمياتها ، مؤكدا أن أصحاب المزارع واجهوا خسائر فادحة خلال فترة قصيرة نتيجة نفوق أعداد هائلة من الدواجن، مشيرا إلى أن مزرعته وحدها نفق بها دواجن فى 3 عنابر كاملة. ويشير رأفت عوض - صاحب مزرعة دواجن - إلى أن تربية الدواجن فى ظل الأوضاع الحالية لا تحقق أى أرباح وتعد مهنة خاسرة حتى لو وصل الكيلو إلى 30 جنيها بسبب ارتفاع نسبة النفوق نتيجة انتشار الأمراض الفيروسية فى ظل عدم وجود تحصينات فعالة إلى جانب ارتفاع أسعار الأدوية البيطرية . سلاح المقاطعة .. مرفوض ويرفض محمود العسقلاني- رئيس جمعية مواطنون ضد الغلاء - أى حملات من أى نوع لمقاطعة الدجاج لأن سلاح المقاطعة بالغ الخطورة والتأثير فى السوق وهو ذو حدين من الممكن أن يترك أثره العقابى على السوق وفى الوقت نفسه يؤثر على المستهلكين. وأوضح أن القطاع الداجنى الذى يعمل به أكثر من 7 ملايين مواطن سيتأثر من حملات المقاطعة حيث تتكدس الدواجن بالملايين فى المزارع مما يحدث خللا فى التوازن الكمى بها، ممايؤدى إلى خسائر فادحة على المزارعين والمستهلكين . لا للمقاطعة ويعترض العسقلاني- على تخريب الثروة الداجنة تحت أى مسمى حتى لا نضطر إلى استيراد الدواجن من الخارج بالكامل والاستغناء عن العمال.. لذلك يجب التحاور مع أصحاب المزارع وليس مقاطعتهم والوصول لسعر عادل لا يؤذى هذه الصناعة ويحافظ على حقوق المستهلكين ، مشيرا إلى أن خروج منتجى الدواجن من السوق المحلية سيؤدى إلى نتيجة عكسية لصالح المستوردين، وربما تؤدى إلى انهيار صناعة الدواجن بشكل كامل وهو الأمر الذى سوف يؤدى إلى نتائج كارثية . أما أصحاب محلات الدواجن فيرفضون اتهامهم بالجشع وأنهم السبب فى الازمة الحالية ويرى أمير محمد - صاحب محل دواجن - أن كميات الدجاج انخفضت فى المزارع مما أدى إلى تقليل النسبة المخصصة لكل محل مع ارتفاع أسعار العلف والكهرباء، الأمر الذى أدى إلى زيادة التكلفة على التاجر والمستهلك . الأعلاف والبورصة النائب رائف تمراز- وكيل لجنة الزراعة بمجلس النواب يشرح أسباب الأزمة قائلا : العامل الرئيسى المتحكم هو الأعلاف التى شهدت ارتفاعا هائلا فى أسعارها بسبب استيرادها من الخارج إلى جانب المركزات الأخرى وأسعار قطع الغيار، موضحا أن البورصة تتحكم فى أسعار قطاع الدواجن وبالتالى ليس للمنتجين دخل فيها، لذلك فإن الطريقة الوحيدة لخفض أسعارها تكون بالتعاقد مع الفلاحين لزراعة الذرة الصفراء والتى ننتج منها الأعلاف مما يجنبنا استيرادها من الخارج وبالتالى انخفاض أسعار الدواجن . ويطالب الحكومة بدعم صناعة الدواجن وإنشاء مصانع للأعلاف والتوسع فى زراعة الذرة إلى جانب تذليل العقبات أمام مصانع الأعلاف التى تعمل ب 40 % من طاقتها، وقيام وزارة الزراعة بمساعدة المزارع فى تربية أمهات الدواجن. ويصف - النائب رائف تمراز- حملة مقاطعة الدواجن بأنها ممنهجة وضد الإنتاج المحلى. انخفاض الإنتاج ويرى منير السيد - خبير ببورصة الدواجن- أن انخفاض الإنتاج يعود إلى زيادة نسبة نفوق الدجاج خلال هذه الفترة بنسبة تتراوح بين 40 % و 50 % نتيجة انتشار عدد من الأمراض الفيروسية إلى جانب الطقس السيئ مع تناقص وسائل التدفئة خاصة فى المزارع المفتوحة. وتوقع انخفاض أسعار الدواجن خلال شهر مارس القادم ووصول سعر الكيلو إلى ما بين 27-28 جنيها بسبب ضعف القوى الشرائية وهو ما رفع حجم المعروض إضافة إلى أنه من المنتظر تحسن الأحوال الجوية خلال الفترة المقبلة ما يخفض نسبة النفوق.
* بين غياب الرقابة ونقص الأعلاف.. دواجن «برما» حائرة!! http://www.ahram.org.eg/NewsQ/697402.aspx