الحديث حول أصالة المصريين، لا ينتهي بنهاية المواقف والمناسبات، والسرد حول معدن هذا الشعب الاستثنائي، لاحدود له، فقد شكلت العقيدة الدينية وجدان هذا الشعب، لتصبح المحرك لسلوكه، إلا فيما ندر ولأسباب وظروف. قارن بين المسلم المصري أو المسيحي المصري أو اليهودي المصري، وبين نظيره في أي بلد أو مكان آخر.. تجده يفوق ويسمو على غيره من كافة الجنسيات والملل والنحل.. فهو شعب فريد ونادر.. نحن اليوم، في حاجة الى التنبيه والتثبيت والتذكير، بقيم هذا الشعب المستمدة من الرسالات السماوية، التي تلامست مع أرض وسماء هذا البلد.. وقد رصدت مجموعة من المشاعر والتعبيرات وضعها مصريون في داخل مصر وخارجها، عبر صفحات التواصل الإلكترونى، عما يرونه من تلامس لأحاسيسهم، وما يحتويه وجدانهم عن مصر وناسها. نهاد النقراشي: "في بورسعيد أيام العدوان الثلاثي 56 جمع مأمور سجن بورسعيد المساجين وأخبرهم بهجوم الأعداء على المدينة وأنه لن يكتفى بإطلاق سراحهم، بل سيسلحهم للاشتراك في المقاومة مقابل عهد منهم بأن يسلموا أنفسهم والأسلحة بمجرد انتهاء العدوان.. هل تعلم كام واحد سلم نفسه للسجن تاني؟.. الجميع.. لم يتخلف أو يهرب رجل واحد.. شعبنا شعب أصيل ومحترم.. فقط تنقصه هوليوود لتصيغ هذه الصفحات ناصعة البياض على شكل أفلام متقنة الصنع. في أميركا، إذا انقطعت الكهرباء يسارع الرجال والنساء للشوارع لسرقة المحلات.. في المقابل الشعب المصري عند إعلان البيان الأول بعبور قواتنا قناة السويس في حرب 73، أثبتت سجلات "الداخلية" عدم حدوث حالة نشل أو سرقة أو مشاجرة أو قتل لمدة أسبوعين كاملين، وبدون مناشدة من الحكومة، بل بدافع داخلي من الشعب المتحضر، الذى قرر ألا يشغل الدولة بأى شئ عن المعركة. محمود حمزة: "الموقف الأصعب كان أيام النكسة وفيها كنا نتولى حينها، تلقائيا وبلا أوامر، أعمال الدفاع المدنى فى الحفاظ على الجبهة، وسيطر الشباب على الشوارع والأحياء، ولم تحدث حادثة سرقه واحدة، رغم أننا كنا نعيش فى ظلام دامس، كنا نُشرف على تشغيل المخابز لتوفير الخبز لكل المواطنين، ونُراقب المجمعات الاستهلاكية لضمان توفير كل السلع لكل المواطنين.. وما حدث فى العدوان الثلاثى وبمجرد فتح باب التطوع للمقاومة والدفاع عن مصر، اكتظت واصطفت الطوابير أمام منافذ التطوع ضمت الشيوخ والشباب حتى الأطفال والنساء". أمين البتوش: "عند سقوط مبارك، لم نشاهد أي مظهر من مظاهر السرقة أو العنف عند الشعب المصرى، بالرغم من غياب الأمن، وفتح السجون". محمود حمزة: "أنتم لا تعرفون شيئا عن تاريخ مصر ولا تعرفون شيئا عن الشعب المصري الأصيل، الذي كان مضرب المثل فى التدين والتمسك بالعادات والتقاليد، التى كانت مسار الحسد من كل شعوب الأرض ومن كل أبناء آدم وحواء، لقد ركزت كامب ديفيد على تدمير ومحو الشعب المصرى الحقيقى". جمال إبراهيم: "حتى أيام الثورة كان الذى يسرق مش الشعب.. صدقنى أنا كنت ماسك لجنة.. والله حتى المرور كان منتظم.. ولم تثبت حادثة واحدة". فيصل المصري: "لا ننسى أيام ثوره يناير العظيمة، خرج المساجين لعمل فوضى في البلاد، لكن الحمد لله، لم يتم أي شئ وتم تسليم أكثرهم. هي دي مصر وشعبها الأصيل". ونختم بشهادة شيخ المؤرخين ابن خلدون الذي قال: "مصر حاضرة الدنيا وبستان العالم وإيوان الإسلام". لمزيد من مقالات ثابت أمين عواد