رغم ما تُسببه زيارةُ معرض الكتاب في مكانه الجديد بالتجمع الخامس من مشقة بسبب بُعد المكان، إلا أن ما أحاطته به الدولة من شمول ورعاية، تمثلت فى توافر ناقلات الركاب بكل الميادين العامة بمحافظة القاهرة، وقرب فترات التقاطر التي لا تزيد على 15 دقيقة، فضلا عن إعداد صالات العرض بصورة غاية في الدقة والنظام، وتوافر اللوحات الإرشادية، وشباب وفتيات من المتطوعين يؤدون دورهم في إرشاد الرواد برضا وحب، والاحتياطات الأمنية التي تجعل الزائرين أسرا وأفرادا في أمان تام، إضافة إلى نظافة طرقات المعرض، ووقوف العاملين بالحمامات العامة عل قدم وساق حرصا على النظافة، وغير ذلك الكثير من مغريات جعلت الكل يرحب بهذا المكان الجديد، ويُثمن مجهود الدولة للنهوض بالثقافة. ولا يغيب عن أحد أن الكتاب هو خير جليس يجب أن يحرص المرء على صحبته، فهو الأنيس في الطريق، والرفيق في الإقامة والسفر؛ لما يُحصله المرء من صحبته من خلاصة فكر مُؤلفه التى تجعل القارئ يسير على هدى السابقين، دون أن يتخبط في دروب الضلال. ومن أمارت حسن الصحبة للكتاب، أنه يُقدم لقارئه المعلومة النافعة بأسلوب سلس سهل بعيد عن الصوت الزاعق، الذي يلجأ إليه بعض المحاضرين في المحاضرات والخطب بغرض الإقناع، وكثيرا ما نجد فيه التسلية وقت الملل، كما أنه يرسم الابتسامة وقت الحزن. ومن فوائده أيضا، أنه يقدم المعلومة بأسلوب مُنظم يدعمه الدليل وتوارد الخواطر التي تؤيد الفكرة التي يريد الكاتب سوقها. كما أنه -أى الكتاب- لا يمل صحبة قارئه ولا ينشغل عنه بمصالحه الخاصة، كما هو حال بعض الأصحاب، بل يجده القارئ وقتما أراد، ويحصل منه الفائدة وقتما بحث عنها، دون أن يتذرع ببرودة أو حرارة، أو تعب أو إرهاق، فهو مُتاح لصاحبه على مدى الساعة. فهنيئا للقارئ المصري بمعرضه الجديد، والذي يُباهي أفضل معارض الكتب العالمية، والبدار البدار في اقتناء الكتاب باعتباره خير جلس. Sabry_elmougy @yahoo.com لمزيد من مقالات صبرى الموجى