حلم ذات يوم أن يصبح فنانا تشكيليا، قالوا له أصدقاؤه أنت كفيف، فتحدى الجميع وتحدى نفسه أيضا، وأصبح يستخدم حاسة اللمس ليشكل بيده من الطين والصلصال مجسمات لن يراها، ولكن ليثبت للجميع أنه يستطيع، حتى أصبح محترفا وشارك فى 4 معارض داخل مصر، ويسعى للمشاركة فى معارض دولية.. إنه الشاب محمد العشرى الرسام والنحات. يقول محمد: كنت مولودا ضعيف البصر، وفى عام 2011 أجريت أربع عمليات اثنتين فى العين اليمنى واثنتين فى اليسرى، وفقدت البصر فى عينى اليسرى تماما، والعين اليمنى ضعف بصرها كثيرا وحاليا 10 % فقط. وعن ممارسة محمد لفن النحت قال: أدرس حاليا فى كلية الألسن، وبقدر الإمكان أحاول التوفيق بين دراستى وبين موهبتى الفنية التى أحبها وهى الرسم بصفة عامة والفن التشكيلى بصفة خاصة، وكنت قد بدأت فى تنمية الهواية منذ ثلاث سنوات واشتركت فى أربعة معارض، الأول فى 2017 ونظمه المؤتمر العربى لذوى الإعاقة، والثانى كان عبارة عن مسابقة نظمها أساتذة من فنون جميلة وكانت ضيفة المهرجان الفنانة يسرا وحصلت فيها على المركز الثانى .. وكان المشاركون فيه من المبصرين وذوى الإعاقة، والثالث أقيم فى متحف سعد زغلول وهو معرض لذوى الإعاقة، والرابع، كان تابعا لوزارة الثقافة وأقيم بالهناجر وحول الدعم المعنوى الذى يحصل عليه محمد قال: حاليا يدعمنى وغيرى قدر الإمكان الفنان هشام طه – راعى المواهب الصغيرة والفطرية ومن أصحاب القدرات الخاصة، ويتبنى منهم المواهب الصادقة ويوفر لهم مشاركات جادة وراقية يدفعهم بها للأمام فى ظل احباطات كثيرة وصعوبات قاسية نواجهها من عدم وجود راع او داعم حقيقى دائم، حيث قدم لى اعمالى للحصول على جائزة الدولة كفنان تشكيلى ( منحة الدولة للتفرغ ) فى مجال الفنون التشكيلية – تصوير – وحصلت عليها الحمد لله كأول كفيف يحصل عليها. وعن مشواره الفنى حاليا قال: أقوم بتعلم النحت برعاية الدكتور ايهاب الاسيوطى – رئيس قسم النحت بكلية الفنون - بجامعة المنيا – الذى يعاملنى كأب حقيقى ولا يشعرنى بانى غريب و يوفر لى كل شىء حتى أتعود على الإحساس «بالفورم» بمجرد اللمس وبأصابع اليد وأصبح أول كفيف بالعالم يرسم وينحت. أما عن طموحاته الفنية فقال: أسعى بكل جهد إلى أن ارفع من شأن عائلتى وقريتى المتواضعة وبلدى الأم مصر إلى جانب أن أكون ذا شأن فى الفن - والمشاركة فى معارض دولية وامثل بلدى مصر بشكل يضيف لها لا ينقص منها. ويختتم حديثه قائلا: أوجه رسالة لمن يقولون علينا أننا (مكفوفون) ولن نستطيع ممارسة الفن لأننا غير مبصرين، ألا تعلمون أن «طه حسين» كان كفيفا وتقلد وزارة المعارف وقتها، ولقبتموه ب (قاهر الظلام) ألا نستحق فرصة مثله.