محمد جمعة عباس العشرى، يبلغ من العمر تسعة عشر عاما، من قرية ميت طاهر، مركز منية النصر بمحافظة الدقهلية، توفى والده منذ 11 عاما، ووالدته مدرسة رياضيات بالأزهر الشريف، ولديه من الإخوة فاطمة طالبة بكلية تربية جامعة المنصورة وعباس طالب ثانوى فنى صناعى عام. ويحكى «محمد» حكايته: منذ فقدت بصري، ووالدتى وأهلى يعانون معى، حيث بدأت البحث عن علاج لمرضى الذى عانيت منه منذ صغري، وفى عام 2011 أجريت لى أربع عمليات اثنتان فى العين اليمنى واثنتان فى العين اليسري، ونتج عن ذلك فقد تام للبصر فى العين اليسرى، أما اليمنى فزاد بها الضعف كثيرا، وبعدها بأيام قليلة فقدت الرؤية بها بشكل نهائى. ويضيف: «لم أيأس من رحمة الله، ولم أستسلم للظروف وواصلت التعليم، وعندما وصلت لمرحلة الثانوية العامة اعتمدت على دروسى ومذاكرتي، وحاولت قدر الإمكان التوفيق فى دراستى وبين موهبتى الفنية التى وهبنى الله، وهى الرسم والفن التشكيلى، حيث أقوم برسم اللوحات الفنية بالرغم من تلك الظروف التى أعانى منها. ويكمل «محمد»: «بدأت أنمى الهواية لدى منذ ثلاث سنوات، وشاركت فى 4 معارض، الأول نظمه المؤتمر العربى لذوى الإعاقة عام 2007، والثانى كان عبارة عن مسابقة نظمها أساتذة من كلية الفنون الجميلة، وكانت ضيفة المهرجان الفنانة يسرا، وحصلت فيها على المركز الثانى فى الوقت الذى كان فيه المشاركون من المبصرين وذوى الاحتياجات الخاصة. أما المعرض الثالث فكان فى متحف سعد زغلول، وكان لذوى الاحتياجات الخاصة، والرابع كان تابعًا لوزارة الثقافة، وأعتبر المشاركة فى كل هذه المعارض ميزة كبيرة، قد لا يتمتع بها الكثير من الأصحاء». ويضيف «محمد»: «الفضل الأول يعود لله ثم لأسرتى التى لم تيأس فى رحلة العلاج، ولا أنسى لهم الدعم النفسى الذى ساندنى، وكذلك لا أنسى فضل الفنان هشام طه راعى المواهب الصغيرة من أصحاب القدرات الخاصة، حيث يوفر لهم مشاركات جادة وراقية، يدفعهم بها للأمام فى ظل إحباطات كثيرة وصعوبات قاسية نواجهها من عدم وجود راع أو داعم من قبل القطاع الحكومى والخاص، فى ظل غياب دور الوزارة المعنية بذلك».