رغم الظلام الذى يحاصره، يرى النور من خلال أنامله، ويحاول أن يملأ العالم من حوله بمجوعة من الأوراق والألوان الزيتية، يكفيه فقط أن يتحسس بيديه الموجودات المحيطة به، ليحولها إلى لوحة مكتملة التفاصيل .. إنه الفنان التشكيلى أحمد ناجى الذى حصل على جوائز عربية وعالمية فى مجالات الرسم والنحت. فى البداية يقول أحمد ناجى 31 عاماً أنا الابن الأكبر لأسرة متوسطة الحال، ولدت فى 1 يناير 1983، ووالدى يعمل موظفا، ووالدتى ربة أسرة ولى أخ يعمل فى شركة المقاولين وأخى الأصغر بكالوريوس تجارة وشقيقتى متزوجة، وأنا متزوج منذ شهرين من فتاة جميلة ومبصرة ومقيم فى القاهرة فى شبرا الخيمة ثاني، ورغم كف بصرى فأننى مارست حياتى بصورة طبيعية حتى حصلت على ليسانس آداب قسم تاريخ من جامعة عين شمس، وبعد تخرجى التحقت بمدرسة الوعى الأثرى للمكفوفين كمتطوع التى أسستها الدكتورة وفاء الصديق مديرة عام المتحف المصرى الأسبق فى 1أغسطس 2005 ومازالت موجودة وكانت مسئولة المدرسة الأستاذة تهانى نوح مسئولة ذوى الإعاقة والمكفوفين بالمجلس الأعلى للآثار .. ولقد أخذت الخبرات كلها من أساتذتى وتعلمت كثيرا من العمل بجانب شغل الإرشاد. قصته مع الفن عن قصته مع الفن التشكيلى يقول ناجي: بداية تجربتى كانت مع النحت بالطين الأسوانى فى 2006 ، وبعد ثلاث سنوات قررت أن أرسم، فمن حق الكفيف أن يكون فنانا تشكيليا، ومن خلال عملى كمرشد أثرى للمكفوفين فى المتحف المصرى عرفت طريق ورش لإدارة مواهب المكفوفين، وذهبت لمركز سعد زغلول الذى كان ينظم صالون الفن الخاص التابع لوزارة الثقافة وقابلت طارق مؤمن مدير عام المتاحف القومية الذى طلب منى أن أرسم بالأصابع وكنت أتعلم كيف أرسم أبيض فى أسود ويظهر لى بعض الأشكال وشاركت بلوحة فى صالون الفن الخاص عام 2009 وحصلت على جائزة من لجنة التحكيم كأول كفيف يرسم وتوالت المشاركات ثم تعرفت على فنانة تشكيلية هى رشا سليمان مديرة مركز التذوق الفنى وعملت لى برنامج الرسم بالموسيقى وكنت أستمع لبعض المقطوعات الموسيقية لعمر خيرت والحقيقة كانت المدرسة تجعلنى أستمع للمقطوعة الموسيقية مرة واثنتين وثلاثا وكنت أتخيل شكل كل آلة وأعمل دوائر ومربعات ومستطيلات وكان الهدف هو ضبط إيقاع يدى على اللوحة وقمت برسم مجموعة لوحات عام 2010 وشاركت بها فى الهيئة العامة لقصور الثقافة، وفى عام 2011 شاركت فى مهرجان نجوم العطاء الذى نظمته قناة العطاء فى الكويت وحصلت على درع المهرجان وتسلمته من سفير الكويت فى القاهرة ثم شاركت فى صالون الفن الخاص فى دورته الثالثة وحصلت على المركز الثانى عام 2012 والحمد لله تم تكريمى من قناة إرادة السعودية فى إطار احتفال القناة باليوم العالمى للعصا البيضاء ثم شاركت برسوماتى فى معرض أرمينيا وحصلت على جائزة لجنة التحكيم ثم كلفنى قطاع الفنون التشكيلية بأن أكون متحدثا إعلاميا لها واستطعت أن أنجز مهمتى على أكمل وجه. صعوبات فى حياته وحول أبرز الصعوبات التى واجهته فى حياته يقول: عدم ملاءمة الشوارع للسير فيها تعتبر من أهم الصعوبات وأعتقد أنها غير مؤهلة حتى للأسوياء، كما أن فرص العمل المتاحة للمكفوفين قليلة جدا، ولقد حصلت على فرصة عمل بصعوبة بالغة وحاولت أن أفرض نفسى على المكان ولقد أثبت نفسى بإمكاناتى . وعموما القطاع الخاص الذى يعين ذوى الإعاقة هو المستفيد لأنه كلما «عينت» معاقين أكثر قلت نسبة الضرائب أما عن نسبة تعيين ال5% من المعاقين فإنها غير مفعلة وهناك بعض المواد فى الدستور تجعل من الهيئة العامة للتأمينات الاجتماعية ضمن المعينين 5% معاقين ومؤسسات الدولة أصبحت تعلن بصفة رسمية وحتى قيام ثورة 30 يونيو لم يكن هذا الكلام موجودا. مثله الأعلي وتحدث ناجى عن مثله الأعلى فى حياته قائلا: والدى هو مثلى الأعلى لأننى عندما كنت أذهب معه للشركة كنت أسمع كلام أصدقائه عنه وكيف أنه على خلق ومجتهد فى عمله وهو الذى جعل منى أحمد ناجى وكذلك وجود بعض الأصدقاء فى حياتى وكنت أدرس فى مدارس للمكفوفين وكانوا يشدون من أزرى وإحدى الصديقات والتى ظروف العمل جعلتنى لا أتواصل معها هى الأستاذة ريهام عادل وتعلمت منها شغل الدعاية والإعلام والعلاقات العامة ولقد أفادتنى كثيرا . أما ما يتمناه ناجى فى المستقبل فهو: أن يكون هناك استقرار فى البلد وأتمنى الانتهاء من رسالة الماجستير وأن تعمم مدارس المكفوفين فى جميع المتاحف على مستوى الجمهورية...كما أتمنى أن أصبح فنانا عالميا وأن «تلف» رسوماتى العالم.