► مؤتمر «باليرمو» يبحث الحل السياسى للأزمة الليبية وسط تمثيل دولى رفيع المستوى وصل الرئيس عبد الفتاح السيسى أمس إلى مدينة باليرمو الإيطالية،فى زيارة رسمية لمدة يومين. وصرح المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية السفير بسام راضى بأن الرئيس سيشارك فى أعمال القمة المصغرة للقادة المعنيين بالملف الليبى، وذلك تلبيةً لدعوة من رئيس الوزراء الإيطالى جوزيبى كونتي. ومن ناحية اخري، بدأت اجتماعات مؤتمر باليرمو حول ليبيا في إيطاليا أمس، بمشاركة الأطراف الليبية وعدد من أعيان القبائل والمجتمع المدني، وممثلين دوليين رفيعي المستوي. وبدأ وصول الوفود المشاركة في المؤتمر إلي مدينة باليرمو أمس الأول، وكان وفد المجلس الأعلي للدولة برئاسة خالد المشري أول الحاضرين، ثم وفد مجلس النواب برئاسة المستشار عقيلة صالح. ومن المقرر أن يعقد المؤتمر حوارا اقتصاديا، يعقبه جلسة خاصة بالقضايا الأمنية. ثم يعقد رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي مؤتمرا صحفيا. ويهدف المؤتمر إلي دفع خطة الأممالمتحدة الجديدة لتحقيق الاستقرار في ليبيا بعد فشل مبادرة لإجراء انتخابات الشهر المقبل. ويأمل دبلوماسيون غربيون أن يساعد الاجتماع في التغلب علي الخلافات بين إيطاليا وفرنسا اللتين لديهما مصالح نفطية واسعة في ليبيا لكن استخدمتا نهجين مختلفين لمحاولة حل الصراع. واعتبر مراقبون أن مؤتمر باليرمو محاولة جديدة لحل الأزمة السياسية المتصاعدة في البلاد. وتوقع رئيس الوزراء الإيطالي حضور المشير خليفة حفتر قائد الجيش الليبي، وكانت مصادر ليبية قد أكدت أنه لن يحضر المؤتمر. وكانت قد ترددت أنباء عن زيارة كونتي لمدينة بنغازي أمس الأول للقاء حفتر، وفق تصريحات نسبت لمسئول في الجيش الوطني، وهو الأمر الذي نفاه مصدر مقرب من الحكومة الإيطالية في روما، مؤكداً أن كونتي لم يتوجه إلي ليبيا خلال الأيام الماضية. ولم يتمكن المصدر من تأكيد إن كان كونتي قد تحدث بدلاً من ذلك هاتفياً مع المشير حفتر المنتظرة مشاركته في مؤتمر باليرمو في جزيرة صقلية. وفي الوقت نفسه، نسبت مصادر صحفية إلي كونتي قوله «أتوقع حضور حفتر المؤتمر لأنه دون شك أحد اللاعبين الحاسمين في استقرار بلاده». وسعي المسئولون الإيطاليون مطلع الأسبوع لضمان مشاركة حفتر في المؤتمر. وقال محللون إنه بحضور حفتر يتوقع أن يعقد أول اجتماع له مع رئيس وزراء حكومة الوفاق الوطني الليبية فائز السراج منذ قمة استضافتها باريس في مايو الماضي. وعشية انطلاق المؤتمر، أجري مبعوث الأممالمتحدة ورئيس بعثتها للدعم في ليبيا، غسان سلامة أمس الأحد، مباحثات مع عدد من الممثلين الدوليين المشاركين، فكانت مباحثاته مع نائب وزير الخارجية الأمريكي ونائب وزير الخارجية الروسي. وكان سلامة قد قال في مؤتمر عبر الفيديو من طرابلس الخميس الماضي: «يجب عقد مؤتمر وطني في الأسابيع الأولي من العام 2019 علي أن تبدأ العملية الانتخابية ربيع العام 2019»، مما ينهي فعليًا احتمال إجراء انتخابات قبل نهاية العام الحالي. أما علي صعيد الموقف الأوروبي، ورغم التباينات المعلومة بين الموقفين الإيطالي والفرنسي حيال الأزمة، فإن الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موجيريني، والتي تشارك في المؤتمر اعتبرت أن مؤتمر باليرمو يظهر التزام أوروبا المستمر نحو المصالحة في ليبيا، مشيرة إلي أن دول الاتحاد الأوروبي متحدة في الرغبة في أن تتجاوز ليبيا هذه الأزمة، وأن تنعم بإمكاناتها الاقتصادية والبشرية الهائلة، متوقعة أن يكون مؤتمر باليرمو مثالاً آخر علي هذا الموقف الموحد. يذكر أن هذه المحاولة الجديدة لإطلاق عملية انتخابية وسياسية بهدف إخراج البلاد من الوضع الحالي، بعد لقاء باريس الذي عقد في مايو الماضي وأسفر عن اتفاق علي موعد لإجراء انتخابات وطنية في العاشر من ديسمبر، لكن هذه النتائج لم تترجم نتائجها علي الأرض، مما يضاعف شكوك المراقبين بشأن نتائج النسخة الإيطالية من مؤتمرات الأزمة الليبية.