الترجمة نافذة فكرية ومدخل حضارى يضمن لهويتنا القومية المزيد من التواصل مع الآخر فى كل مجالات إبداعه. وتحتفل مصر والعالم أجمع خلال الأيام القليلة المقبلة باليوم العالمى للترجمة تحت رعاية الاتحاد الدولى للمترجمين، حيث تم اختيار يوم 30 سبتمبر للاحتفال بهذه المناسبة - التى توافق وفاة قديس المترجمين «القديس جيروم» مترجم الكتاب المقدس من اليونانية والعبرية إلى اللاتينية - والذى تم تأسيسه عام 1953، وفى عام 1991 أطلق اتحاد المترجمين فكرة الاحتفاء باليوم العالمى للترجمة، وذلك لإظهار مهام المترجم ودوره المحورى فى التواصل بين الحضارات. ومع التقدم العلمى صارت الترجمة من أهم القنوات التى تساعد فى نقل الاكتشافات والاختراعات والعلوم المختلفة، وهى تتناسب طرديا مع حركة التقدم فى أى مُجتمع، وتُعد عنصرا فاعلا فى تطور العلوم والمعارف الإنسانية، ووسيلةٌ مُهمة من وسائل اكتساب المعرفة بين الشعوب، حيث مثّلت على امتداد تاريخ الإنسانية جسرا للتبادل الثقافى والإثراء المتبادل بين الثقافات، وقد أدرك العرب منذ وقت مبكر أهميتها فتوسعوا فى جميع مجالاتها فكانت من أهم أسباب تقدمهم وتطورهم. ومع نشأة الدولة الحديثة فى مصر على يد محمد على باشا شهدت الترجمة انتعاشة تمثلت فى عدة طفرات بدأت مع إنشاء رفاعة الطهطاوى مدرسة للمترجمين عرفت بمدرسة الألسن. ومع بداية القرن العشرين وبالتحديد فى عام 1914 كانت الطفرة الثانية عندما أنشئت لجنة التأليف والترجمة والنشر التى جمعت بين أحمد أمين وطه حسين وغيرهما من الأساتذة الرواد ومعهم جيل من الشباب. وتمثلت الطفرة الثالثة فى مشروع الألف كتاب الذى أقامه د.طه حسين فى العام 1955، حيث اهتم بأمهات الكتب والكلاسيكيات، كما شمل العلوم البحتة والعلوم التطبيقية والمعارف العامة والفلسفة. وتتابعت المسيرة بالمشروع القومى للترجمة عام 1995 والذى تحول بعد ذلك إلى المركز القومى للترجمة استطاع أن يترجم عن أكثر من 37 لغة أصلية، وهو المشروع الذى يقود قاطرة الترجمة فى مصر. وفى إطار احتفالات وزارة الثقافة باليوم العالمى للترجمة، وتحت رعاية د. إيناس عبد الدايم وزير الثقافة، أقامت مكتبة القاهرة الكبرى ندوة حول «دور الترجمة فى إثراء الثقافة العربية» كما أقام المركز القومى للترجمة احتفالية بهذا اليوم.. وصفحة «أدب وكتب» تشارك القراء الاحتفاء من خلال الحوار الذى أجريناه مع د. أنور مغيث مدير المركز القومى للترجمة للتعرف على المشروعات المستقبلية لهذا الصرح الكبير، بالإضافة إلى متابعة د.حسام الدين مصطفى رئيس الجمعية المصرية للمترجمين واللغويين حول تاريخ الترجمة عند العرب قبل ظهور الاسلام، وإلقاء الضوء على احد رواد النهضة العلمية فى مصر «رفاعة الطهطاوىً»، وتقديم أحدث الترجمات الصادرة عن المركز القومى للترجمة. أدب وكتب