عندما تهدر القيمة الحقيقية للفن فلابد أن يتحول الأمر إلى تلك المهزلة التي نعيشها الآن، فعلى مدار الزمن لم نسمع أبدا عن وجود مثل هذه الخناقات أو الصراعات التي تحدث بين النجوم الحاليين وبهذا الشكل المبتذل، وكل ذلك من أجل اقتناص الرقم الأعلى في شباك التذاكر!. وكما سبق وكتبنا هنا في هذا المكان من قبل، أن محمد رمضان، الذي راح يلقب نفسه بالملك من خلال طرحه لأغنية تحمل نفس العنوان، ووقتها نصحناه بأنه كان من الأولى أن ينتظر عرض فيلمه الجديد "الديزل" الذي يعرض حاليا ضمن أفلام موسم عيد الأضحى، وعندما يحصل فعليا على أعلى الإيرادات، وقتها يصبح من حقه أن يفرح بنجاحه ويحتفل على طريقته الخاصة بأنه "نمبر وان"، والملك والأسطورة وكل الألقاب التي يريد أن يضمها لحسابه الشخصي!. ويصادف خلال موسم الأضحى الحالى أن يتواجد تامر حسنى، والذى يعتبر الوجه الآخر لمحمد رمضان، فهو أيضا مثله لا يكل ولا يمل من تضخيم ذاته ومنح الألقاب لنفسه ومنها "مطرب الجيل"، وهو الذي تسقط الفتيات في حفلاته مغشيا عليهن، بمجرد رؤيته وهو العالمي وغيره وغيره من الصفات المشتركة بين النجمين. ولنا أن نتخيل كيف ستكون حجم المنافسة الشرسة بين رمضان وتامر، وما زاد المعركة اشتعالا بينهما أن تامر سبق وتفوق علي رمضان في أحد المواسم السابقة، وها هو الآن يتفوق عليه مرة أخرى بفيلمه الجديد "البدلة"، وهذا الذي لم ولن يعترف به رمضان أبدا. بل وكعادته راح يتمسك بأنه هو الفائز وليس غيره، ويبدو أن مثل هذه الحسابات لم تعد لها قيمة عند رمضان ولا عند الكثير من النجوم، فالحكاية تحولت إلى "فتونة"، وأصبح كل من هب ودب من النجوم يستطيع أن يقول عن نفسه إنه الأعلى أجرا والأكثر تحقيقا للإيرادات، دون أن يحاسبه أحد أو يعترضه، خصوصا أنه لا توجد جهة رسمية تحدد موضوع الإيرادات بشكل رسمي. غرفة صناعة السينما نفسها وهي الجهة الوحيدة المعنية بهذا الموضوع لم يخرج عنها أبدا يوما ما نشرة رسمية تحدد من خلالها الأرقام الحقيقية للأفلام المعروضة، لذلك تظل أرقام الأفلام تحت رحمة ما تعلنه شركات الإنتاج من أرقام عشوائية، والتي غالبا ما تعلن فيها كل شركة أن فيلمها يأتي في المرتبة الأولى. ولأننا لم نعد في زمن الفن الحقيقي، لذا فالمنافسة التي كانت شريفة بين أبناء المهنة اختفت وحل محلها الصراع، وبهذا الشكل المتدني من تبادل الشتائم والتجريح الذي وصل إلي حد تقديم بلاغات للمحاكم، وليت كل هذا يحدث من أجل الفن وإعلاء شأنه، وإنما هو مجرد رقم أصبح يتهافت عليه النجوم وشركات الإنتاج لكسب مزيد من الملايين، بينما الخاسر الوحيد هو الفن، الذي أصبح يتهاوى على يد هؤلاء يوما بعد آخر، وكل ما نخشاه أن يندثر ويصبح مجرد ذكرى نتغنى بها، أو ربما نتحسر عليها. [email protected] لمزيد من مقالات علا السعدنى