أثار قرار الولاياتالمتحدة إلغاء أكثر من مائتى مليون دولار من المساعدات المخصصة للفلسطينيين انتقادات فلسطينية واسعة، ،حيث اعتبرته السلطة الفلسطينية خطوة معادية للسلام، ووصفه المجلس الوطنى الفلسطينى بأنه استمرار لحرب العقوبات المالية التى تنتهجها الإدارة الأمريكية ضد الشعب الفلسطينى وقيادته. وقال السفير الفلسطينى فى واشنطن حسام زملط فى بيان إن إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب تقوض عقودا من الرؤية والالتزام الأمريكيين فى فلسطين. وأضاف «بعد القدس ووكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، تأتى هذه الخطوة لتؤكد تخليها عن حل الدولتين وتبنيها الكامل لأجندة رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نيتانياهو المعادية للسلام». وأكد سفير فلسطين أن استخدام المساعدات الإنسانية والتنموية سلاحاً للابتزاز السياسى لن يجدى نفعا. وشدد الدكتور صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير على رفض الشعب الفلسطينى للقرار، واعتبره إعلانا فاضحا بالتدخل فى الشئون الداخلية للشعوب. ومن جانبها، وصفت حنان عشراوى عضو اللجنة التنفيذية للمنظمة القرار بالسلوك اللاأخلاقى وغير المسئول. وقالت عشراوي:«أثبتت الإدارة الأمريكية أنها تستخدم اسلوب الابتزاز الرخيص أداة ضغط لتحقيق مآرب سياسية، ولكن الشعب والقيادة الفلسطينية لن يخضعوا للإكراه والتهديد، كما أن الحقوق الفلسطينية ليست برسم البيع أو المقايضة». ولفتت فى تصريحها إلى أن استخدام الإدارة الأمريكية سياسة البلطجة ومعاقبة شعب تحت الاحتلال لن يجلب لها مكانة أو تقديرا فى العالم أجمع، وإن هذا السلوك المستهجن يدلل على إفلاسها السياسى والاخلاقى فهى من خلال تواطئها مع الاحتلال الذى سرق الأرض والموارد وفرضها للعقوبات الاقتصادية تمعن فى معاقبة الضحية ومكافأة المحتل. وفى واشنطن، انتقد السيناتور الديمقراطى باتريك ليهى قرار إدارة ترامب بتقليص المساعدات عن الشعب الفلسطيني. وقال إن سكان غزة يعانون بالفعل من مشكلات حادة فى ظل استبداد حماس والقيود التى تفرضها إسرائيل على الحدود، وإن الشعب الفلسطينى هو أكثر من سيعانى بشكل مباشر من عواقب هذه المحاولة القاسية وغير الحكيمة للاستجابة لمخاوف إسرائيل الأمنية. ووصفت جماعة جى ستريت الليبرالية المؤيدة لإسرائيل خطوة إدارة ترامب بأنها «فضيحة أخلاقية وخطأ استراتيجى فادح». وكان مسئول كبير بوزارة الخارجية الأمريكية قد أعلن مساء أمس الأول أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب استقطع 200 مليون دولار من المساعدات المخصصة للفلسطينيين منذ عام 2017، وأمر باستخدامها فى أغراض أخرى. وقد ألقى المسئول الأمريكى باللوم على حركة «حماس» فى الوضع الإنسانى الحرج والخطير للغاية الذى يشهده القطاع. وكانت الولاياتالمتحدة قد جمدت فى يناير الماضى بنسبة كبيرة مساهمتها المالية فى ميزانية لوكالة الاممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا». والعلاقات بين إدارة ترامب والسلطة الفلسطينية مجمدة منذ أعلن الرئيس الأمريكى فى 6 ديسمبر 2017 اعتراف الولاياتالمتحدة رسميا بالقدس عاصمة لإسرائيل، فى خطوة لقيت رفضاً من المجتمع الدولى وغضبا فلسطينياً عارماً. ويعمل البيت الأبيض بإشراف فريق صغير يقوده جاريد كوشنير صهر الرئيس والمبعوث الخاص جيسون جرينبلات، منذ أشهر على خطة سلام فى الشرق الأوسط مازالت ملامحها غامضة ويجرى الحديث عنها باستمرار. ويرى العديد من المراقبين فى هذه القرارات المالية وسيلة للى ذراع السلطة الفلسطينية لدفعها إلى القبول بخطة السلام الأمريكية فى نهاية المطاف.