لم تمنعه الإعاقة من ممارسة موهبته فى الرسم، وتمكن من تصميم لوحات فنية باستخدام أدوات بسيطة ليثبت للجميع أن تحقيق التفوق والطموح لا يقف أمامه شئ، واستطاع متحديا كل الظروف ومتاعب الحياة، وجعل من إعاقته دافعا له لتخطى الصعاب .. إنه الطفل جاسر مصطفى الذى عشق الرسم بالقلم الرصاص منذ الصغر. يقول جاسر(12 عاما): أدرس حاليا بالصف الأول الإعدادى بمدرسة مصطفى كامل بإدارة بولاق الدكرور التعليمية، وإعاقتى – شلل أطفال- هى الدافع الأكبر لكل قرار أتخذه فى حياتى مهما كان صعبا، فهى التى تمدنى بالتحفيز لكى أثبت لنفسى بأنها قادرة على الإنجاز والعطاء، وأن الرسم تعليم ذاتي، فهذه موهبة من الصغر وبمجهودى وتشجيع أهلى واساتذتى فى المدرسة استطعت أن أخرجها إلى النور واشترك فى مسابقات عديدة على مستوى الجمهورية وحققت مراكز متقدمة. ويضيف: إن الله رزقنى هذه الموهبة التى تمكننى أن أخرج كل ما يدور بداخلى وتجسيده على أرض الواقع من خلال الرسم، سواء فى فنون الرسم التشكيلى أو الكاريكاتير، والدافع الأول والأخير الذى استمد منه طاقتى هو أسرتى وخاصة والدى ووالدتي، فقد كانوا لى دائما حافزا على الاستمرار فى الرسم، وتشجيعى على متابعة كل جديد فى عالم الرسم من خلال الإطلاع على شبكات التواصل الاجتماعى لصقل موهبتى بالإضافة إلى دعمهم لى وتشجيعى على الاستمرار من خلال التدريب والممارسة اليومية للرسم منذ الصغر. ويطالب جاسر بضرورة الاهتمام بطلاب «الدمج» والاهتمام بإقامة مسابقات لهم لاكتشاف المواهب بالإضافة إلى ضرورة الاهتمام بالفن التشكيلى وتشجيع الموهوبين من ذوى الإعاقة وتنمية مهاراتهم وتجهيزهم للاشتراك فى مسابقات دولية. وهنا يتحدث والد جاسر عن موهبته قائلا: الموهبة بدأت معه منذ الصغر فى المرحلة الابتدائية، حيث لاحظنا عليه اهتمامه البالغ بالرسم من خلال رسمه لكل شى يراه حتى وصل به الأمر إلى رسم كل شى فى المنزل، ومنذ هذه اللحظة ونحن نشجعه على الاستمرار وتنمية موهبته وذلك من خلال الذهاب معه لحضور ورش الرسم التى تنظمها المدرسة والإدارة التعليمية التى استفاد منها بشكل كبير، واستطاع من خلالها صقل موهبته التى ساعدته على التفوق وخاصة انه طالب «دمج» واستطاع أن يثبت للجميع أن الإعاقة لا تقف حائل أمام تحقيق الطموح. وتقول رشا عمر منسقة لجنة المرأة بنقابة وسط الجيزة التعليمية إن جاسر استطاع أن يتحدى إعاقته رغم الظروف التى مر بها، واستطاع أن يعبر عن نفسه فى لوحاته التى تمتاز بالسهولة واليسر بالإضافة إلى أنها تجذب القلب قبل العين وذلك لدقة وصفه للمشهد من خلال الرسم واستطاع أن يجسد كل شئ يراه عن طريق الرسم سواء رسم البورتريه أو الرسم التشكيلي. وأضافت أن جاسر اشترك فى مسابقات ومعارض كثيرة، واستطاع أن يثبت نفسه وحصد مراكز متقدمة كثيرة فى معرض دار الأوبرا وكذلك مسابقة فكر وأبدع ومسابقة الإبداع، وتم تكريم جاسر منذ من نقيب المعلمين بالجيزة سعيد إسماعيل ومنح شهادة تقدير وذلك لتفوقه وتشجيعه على الاستمرار فى التفوق ومواصلة النجاح.