من فضلك أدعوك أن تغمض عينيك وتسد أذنيك لتعيش نفس إحساس "مروة أيمن" وغيرها من أقرانها من الصم المكفوفين.. كم من الوقت ستتحمل هذا الظلام والسكون؟ دقيقة أم ساعة؟ أما هى فتعيشه طوال حياتها.. ورغم هذا لم يحرمها الخالق الوهاب من نعمة موهبة الرسم والتلوين.. نعم ترسم وهى كفيفة وترى الألوان بقلبها وتستشعر الإعجاب والتشجيع لا بأذنيها بل بوجدانها. اكتشفت والدة مروة، 11 عاما إعاقة ابنتها منذ ولادتها، ومن تلك اللحظة تحدت بها كل من حولها، وقررت أن يكون لها شأن كبير رغم إعاقتها السمعية والبصرية، توجهت بها الى جمعية « نداء» التى تنفرد بتأهيل وتعليم الأطفال ذوى الإعاقة السمعبصرية والإعاقات المزدوجة تبعا لأحدث البرامج المتخصصة بعد أن آمنت بقدرات ابنتها وقررت ألا تكون عالة بل تكون محط فخر محيطيها. فهى تؤمن أن تأهيل الأطفال الصم المكفوفين أو مزدوجى الإعاقة ليس مستحيلا، علينا فقط أن نؤمن بقدرات هؤلاء الأطفال ونكتشف مواهبهم ونقوم بصقلها. وقد جاء فوز مروة مؤخرا بميدالية وشهادة تقدير عن العمل الفنى الذى قامت به فى فعاليات مهرجان بكرة أحلى «جسر من النور» الذى نظمه قطاع صندوق التنمية الثقافية بوزارة الثقافة للفن التشكيلى لذوى الاحتياجات الخاصة، الذى أقيم بمركز الهناجر للفنون، ليثبت للجميع أن الأطفال ذوى الإعاقة لديهم قدرات كامنة وقادرون على التعلم والإنجاز والنجاح ، علي شرط أن تتوفر البرامج التعليمية المناسبة التى تكتشف مواهبهم وتساعدهم على النجاح.