انشغلت وسائل التواصل الاجتماعى مؤخرا برسالة تتحدث عن الشاعر السودانى الكبير الهادى آدم الذى شدت أم كلثوم بقصيدته العبقرية أغدا ألقاك، تقول الرسالة التى وصلتنى من جهات متعددة فى توقيت واحد أن الهادى أحب فتاة مصرية عندما كان طالبا بجامعة القاهرة، وتقدم لأسرتها فرفضته، فعاد إلى وطنه حزينا واعتزل الناس، وإذا بالبشرى تأتيه بأن والد الفتاة قد وافق أخيرا على زواجه منها، فطار من الفرح وجلس وكتب رائعته: أغدا ألقاك، يا خوف فؤادى من غد، يا لشوقى واحتراقى فى انتظار الموعد... وتضيف الرسالة: أن الهادى ذهب إلى النوم منتظرا الصباح لكنه فارق الحياة. وأرى أن هذه القصة مثيرة وقد تصلح لفيلم ميلودراما، لكنها ليست الحقيقة وبها معلومات مغلوطة وملفقة، فشاعرنا الكبير قد عاش طويلا بعد كتابة القصيدة حتى توفى عن عمر يناهز الثمانين عاما عام 2006. وقد تشرفت شخصيا بلقائه عام 2005 على هامش تكريمه بالقاهرة، وقد كان الرجل عبقرية تجنح إلى التواضع والبعد عن الأضواء، وقد أثار حوارى معه يومها الدهشة، لأن كثيرين لم يكونوا يعرفون أنه ما زال على قيد الحياة. وفى لقائه معى قال لى إن أم كلثوم حرصت على حضوره حفل غناء قصيدته عام 1971 فى مسرح قصر النيل، وأن قصيدته التى وصفتها أم كلثوم بالكنز, وكانت بوابته للشهرة عادية مثل بقية قصائده، وأن ما كتب لها الشهرة هو صوت أم كلثوم ولحن محمد عبد الوهاب.. رحم الله الهادى آدم أحد مبدعى السودان العظام الذى تصر الأضواء أن تلاحقه، بعد حياة عامرة بالعطاء والإبداع. لمزيد من مقالات ◀ أسماء الحسيني