" أم كلثوم في الشعر العربي " للباحث إبراهيم عبدالعزيز أبوزيد يجمع هذا الكتاب معظم الأشعار التي كتبت في عبقرية الغناء عند أم كلثوم ، و قد صدر مؤخرا عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، ويضم قصائد كتبت بين عامي 1924 و2009 وبعضها نشر في دواوين والآخر في دوريات. ويرصد الباحث نحو 80 قصيدة كتبها شعراء مصريون وعرب في مديح «سيدة الغناء العربي» أم كلثوم، ومنهم من لم يقابلها مثل جبران خليل جبران، وبعضهم تغنت بشعره بعد موته مثل أحمد شوقي وآخرون لم تغن شيئاً من قصائدهم مثل عباس محمود العقاد ويسجل أبوزيد في كتابه أن أحمد رامي هو أبرز شاعر عرف الجمهور قصائده عبر صوت أم كلثوم، بل إن دارسي شعره تعاملوا مع قصائده كلها بوصفها قيلت في أم كلثوم أو على الأقل ارتبطت بها بشكل أو بآخر، لكونها ملهمته. يقول المؤلف إن العقاد -الذي لم تغن له أم كلثوم شيئاً- كتب قصيدة عنوانها أحد ألقاب أم كلثوم «كوكب الشرق» بمناسبة عودتها من مستشفى البحرية الأميركية، بعد أن أجريت لها عملية الغدة الدرقية عام 1949. وألقى العقاد قصيدته في 19 نوفمبر 1949 في حفل بمعهد الموسيقى العربية ويقول في مطلعها: «هلل الشرق بالدعاء.. كوكب الشرق في السماء " . واختار الشاعر العراقي معروف الرصافي أن يبدأ قصيدته «إلى أم كلثوم» بهذا البيت: «أم كلثوم في فنون الأغاني.. أمة وحدها بهذا الزمان " . أما شاعر المهجر جبران خليل جبران فكتب قصيدة يخاطب فيها أم كلثوم قائلاً: «أنت نابغة الزمان.. بلغت من عليائه ما ليس يبلغ بالأماني " . ويورد الكتاب قصائد في أم كلثوم كتبها شعراء من بلاد الشام منهم أورخان ميسر، وزكي المحاسني، ورشاد علي أديب، ويوسف العظم، وعبدالفتاح كواملة، ومن السودان محمد المهدي المجذوب، ومؤلف قصيدة «أغدا ألقاك» الهادي آدم الذي رثاها بقصيدة عنوانها «يا أم كلثوم اغفري ". عالج المؤلف هذه النصوص الإبداعية معالجة نصية جمالية تقف على المكونات الداخلية للنصوص من الناحية المجازية والتركيبية والصوتية والدلالية, وأوقفنا على مجازات الشعر وكيف التقت بالغناء والموسيقى متمثلين في أم كلثوم, فهي دراسة نتعلم منها كيف يصيخ الجمال للجمال, ويقع الفن على الفن ، ويتجاوب المجاز مع المجاز .