عقب يوم مشحون بالتوترات، أكد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى ختام قمة حلف شمال الأطلنطى «الناتو» ببروكسل أن التزام الولاياتالمتحدة إزاء الحلف يظل قويا جدا، معلنا أن أعضاء الحلف قطعوا تعهدات غير مسبوقة بزيادة الإنفاق على الدفاع.وقال ترامب، فى مؤتمر صحفى قبل مغادرته بروكسل، إن حلف الأطلنطى أقوى بكثير الآن مقارنة بما كان عليه قبل يومين. ووصف اجتماعا طارئا لم يكن على جدول الأعمال عقده زعماء الحلف لمناقشة الانفاق الدفاعى ، بأنه «رائع» وشهد «روحا جماعية قوية». وأوضح ترامب أن زعماء الناتو ال 28 وافقوا خلال اجتماعهم الطاريء على تسريع زيادة إنفاقهم الدفاعى للوفاء بالهدف الذى تم إعلانه فى 2014 بشأن الإنفاق وهو 2٪من إجمالى الناتج المحلى بحلول 2024. وتابع ترامب أنه أكد لحلفائه أن ميزانية الناتو كانت غير عادلة بالنسبة لواشنطن ولكنها الآن ستكون غير ذلك بعد أن تعهد أعضاء الناتو بزيادة إنفاقهم ب 33 مليار دولار أو أكثر. وعند سؤاله عن ما تردد حول تهديده بالانسحاب من حلف الناتو، قال ترامب إنه يمكنه الانسحاب من الناتو دون الحصول على موافقة الكونجرس ولكن ذلك ليس ضروريا الآن. وكانت مصادر قد كشفت أن ترامب هدد بأن بلاده سوف تتولى شئونها الدفاعية بمفردها إذا لم تعزز الدول الأعضاء إنفاقها الدفاعى على الفور. وتحدث ترامب فى المؤتمر الصحفى أيضا عن عدة قضايا دولية أخرى، حيث قال إن اجتماعه المقرر الأسبوع المقبل مع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين ربما يكون الأسهل فى جولته الأوروبية. وأضاف أنه يعتبر بوتين منافسا له وليس عدوه، معربا عن أمله فى أن يتحول بوتين إلى صديق يوما ما. وتابع أنه سيناقش مع بوتين قضايا سوريا وأوكرانيا والتدخل الروسى فى الانتخابات الأمريكية والحد من التسلح وتوسيع اتفاقية ستارت بشأن التسلح النووي. بالنسبة لإيران، قال ترامب إن طهران ستأتى عند نقطة معينة وتطلب اتفاقا مع الولاياتالمتحدة ووقتها ستعقد معها أمريكا اتفاقا. وتابع أن إيران تعامل الولاياتالمتحدة الآن بشكل أكثر احتراما من ذى قبل. وحول القضايا التجارية، قال ترامب إنه فى 25 يوليو الجارى ستبدأ مفاوضات تجارية بين واشنطن والاتحاد الأوروبى وإذا لم يظهر المفاوضون الأوروبيون نية حسنة فستتجه واشنطن لاتخاذ إجراء بشأن السيارات. ومن جانبه، قال الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون إن الرئيس الأمريكى لم يهدد بالانسحاب من الناتو خلال القمة. وأشار ماكرون إلى أن بلاده ستفى بهدف الناتو لزيادة الانفاق بحلول 2023 مؤكدا على وحدة الناتو ومشيرا إلى تأكيد ترامب على التزامه تجاه الحلف. ومن جهتها، أبلغت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل باقى الدول الأعضاء فى الناتو بأن على ألمانيا بذل المزيد فيما يتعلق بالإنفاق الدفاعي.وقالت ميركل للصحفيين "عقدنا قمة مكثفة جدا"، مضيفة أن ترامب طالب بتغيير فى تقسيم العبء داخل التحالف لكن فى النهاية قدم كل طرف التزاما واضحا تجاه الحلف. وفى غضون ذلك، أكد الإعلان الختامى لقمة الناتو أن اجتماع بروكسل انعقد فى لحظة يتعرض فيها أمن دولهم والقانون الدولى لسلبيات وانتهاكات ولكن ذلك لن يمنع الاطلنطى فسيستمر فى العمل من أجل السلام والأمن والاستقرار وفى معالجة وتحمل مسئولياته الرئيسية وهى الدفاع الجماعى وإدارة الأزمات والأمن فى إطار من التعاون .