فى اليوم الأول من انعقاد قمة حلف شمال الأطلنطى «الناتو» فى بروكسل، حرص قادة الحلف على تأكيد وحدتهم بالرغم من الخلافات التى بدت واضحة بعد أن شن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب هجوما على الحلفاء، وتحديدا ألمانيا، قبل ساعات من لقائه مع المستشارة أنجيلا ميركل. وبدوره ، أكد أمين عام حلف الناتو أن التفاوت فى الإنفاق العسكرى بين الولاياتالمتحدة وبقية الدول الأعضاء غير منصف، ورجح أن يتم الحديث حول هذا الأمر بشكل أفضل خلال فاعليات القمة الحالية. وأضاف فى مؤتمر صحفى ببروكسل:«الحلفاء مختلفون حول مواضيع عدة، ورسالتى لواشنطن هى أننا فى الحلف مسئولون عن الدفاع»، وتابع قائلا:«لطالما كان هناك خلافات بين الحلفاء، وهذا الأمر ليس بجديد، ولكن الناتو تمكن من تجاوز هذه الخلافات جميعا، ومن مصلحتنا المحافظة على الحلف لأنه جيد لأوروبا والولاياتالمتحدة». وفور وصوله إلى العاصمة البلجيكية، هاجم ترامب حلفاء بلاده من دول «الناتو»، مشيرا إلى أن نفقاتهم الدفاعية ليست كافية لتخفيف العبء عن أمريكا. وأضاف أن مساعيه فى هذا الصدد دفعت الشركاء الآخرين فى الحلف إلى زيادة مساهماتهم فى الإنفاق علية مؤخرا، ولاسيما فى الغرب ، لكنها لا تزال غير كافية لتخفيف العبء عن كاهل دافعى الضرائب فى الولاياتالمتحدة. وأوضح ترامب للصحفيين فى بروكسل قائلا:«حلف الأطلنطى لا يعاملنا بشكل عادل، نحن ندفع الكثير جدا، وهم يدفعون القليل جدا»، وكرر الأمر نفسه قائلا :»قدمت الدول الأخرى حوالى 40 مليار دولار فقط خلال العام الماضى لمساعدة الحلف، بينما قدمت الولاياتالمتحدة الكثير والكثير. وهذا الوضع مستمر منذ عقود وليس متكافئا ولا عادلا بالنسبة لدافعى الضرائب فى بلادنا». وفى وقت سابق وقبيل مغادرته واشنطن أكد ترامب للصحفيين أن قمته المرتقبة مع نظيره الروسى فلاديمير بوتين فى العاصمة الفنلندية هلسنكى «قد تكون الأسهل» فى سياق جولته الأوروبية. كما تعهد الرئيس الأمريكى بعدم السماح للاتحاد الأوروبى «باستغلال» الولاياتالمتحدة، وبالاستفادة «بشكل غير عادل» من التجارة مع الأمريكيين. وشن ترامب هجوما علنيا شرسا على تأييد ألمانيا اتفاقا مع موسكو يسمح للأخيرة بمد خط أنابيب لنقل الغاز إلى الأولى عبر بحر البلطيق ويعرف باسم»نورد ستريم2». وقال إن برلين أصبحت «أسيرة لروسيا وواقعة تحت سيطرتها» بسبب هذه الصفقة التى وصفها ب«غير الملائمة» والتى كلفت ألمانيا مليار يورو. وفى المقابل، ردت أورسولا فون دير ليين وزيرة الدفاع الألمانية على انتقادات واتهامات ترامب لبلادها قائلة:«إن ألمانيا ليست أسيرة السياسة الروسية. وأضافت:إن لدينا، ودون شك، العديد من المشكلات مع روسيا، لكن من ناحية أخرى، يتعين الإبقاء على خط اتصال بين الدول أو التحالفات ب«الناتو» خصومها دون شك. ومن المقرر أن تنهى القمة أعمالها اليوم - الخميس - ثانى وآخر أيام انعقادها - ببيان ختامى يصعب التكهن ببنوده نظرا لحجم الخلافات وأجواء التوتر الصريح بين الحلفاء بشأن عدد كبير من القضايا التى لم يتم البت فيها بعد. وعشية انعقاد القمة، وافقت واشنطن على بيع صواريخ إلى بريطانيا والدنمارك بقيمة 740 مليون دولار ، كما صوت مجلس الشيوخ الأمريكى لصالح دعم حلف الناتو. وفى موسكو، انتقد سيرجى شويجو وزير الدفاع الروسى الولاياتالمتحدة والناتو، منددا بنقل قوات وقواعد للحلف إلى جوار الحدود الروسية.