قالت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية, إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تصرف بفظاظة خلال جولته الأوروبية, بل وشتم أيضا كل أعضاء حلف الناتو عندما اتهمهم بخداع دافع الضرائب الأمريكي في مساهماتهم المالية بالحلف. وأضافت الصحيفة في مقال لها في 28 مايو, أن ترامب وصف أيضا الألمان بأنهم "سيئون" لبيعهم سياراتهم في أمريكا, كما قام بدفع رئيس وزراء الجبل الأسود باليد, وهو يشق طريقه إلى الواجهة لأخذ صورة مع بقية أعضاء الحلف. وتابعت " فظاظة ترامب عكست بوضوح تأزم أوضاعه داخل الولاياتالمتحدة, ولذا أقدم على تصرفات عدائية للتغطية على إخفاقاته الداخلية ولفت الانتباه بعيدا عنها". واستطردت الصحيفة " القادة الأوروبيون ردا أيضا على فظاظة ترامب ودبروا له بعض المقالب حتى يظهر كالأبله أمام وسائل الإعلام", مشيرة إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نفذ واحدا من هذه "المقالب", عندما جاء ماشيا باتجاه ترامب مباشرة ثم انحرف في آخر لحظة نحو المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل, ليلقي عليها التحية بدلا من الرئيس الأمريكي. وخلصت "الإندبندنت" إلى القول:" إن شعبية ترامب تتآكل بقوة داخل الولاياتالمتحدة, وتراجعت نسبة المؤيدين له من حوالي 30% في فبراير الماضي إلى 21 أو 22% فقط حاليا". وكانت شبكة "سي بي اس" الأمريكية, أبرزت أيضا ما سمتها "التصرفات الغريبة", التي قام بها الرئيس دونالد ترامب أثناء قمة حلف شمال الأطلسي "الناتو" في بروكسل, والتي أثارت جدلا واسعا. وقالت الشبكة في تعليق لها في 26 مايو, إن ترامب قام ب"حركة عدوانية", عندما أقدم على دفع رئيس وزراء الجبل الأسود باليد, ليظهر هو في المقدمة. وتابعت " ترامب أثار أيضا غضب أعضاء الحلف عندما قال إن هناك 23 دولة من أصل 28 من الدول الأعضاء في الناتو مازالت لا تدفع ما يجب عليها دفعه مقابل الدفاع عنها". وأشارت الصحيفة إلى أن تصرفات ترامب عكست بوضوح الخلافات داخل الناتو. وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية, قالت هي الأخرى إن ترامب أثار ضجة كبيرة خلال قمة حلف الناتو في بروكسل, عندما تجاهل تأكيد التزام الولاياتالمتحدة بالدفاع عن أوروبا ضد أي هجوم. وأضافت الصحيفة في مقال لها في 27 مايو, أن كل رئيس أمريكي منذ عهد ترومان كان قد تعهد بدعم المادة الخامسة من ميثاق حلف الناتو التي تفيد بأن الولاياتالمتحدة تتعهد بالدفاع عن أوروبا. وتابعت " ترامب لم يؤيد بشكل واضح المادة الخامسة من ميثاق الحلف التي تقول إن الاعتداء على أحد أعضاء الحلف يعني اعتداء على جميع الأعضاء". وخلصت الصحيفة إلى القول :"إن هناك اتهامات أوروبية بأن ترامب باع الناتو, فيما اتهمته بعض وسائل الإعلام الأمريكية بأنه يخلق الكثير من المشاكل من تلقاء نفسه، ولا يتمكن من الفوز بما يريد, مهما يفعل". وكان ترامب كرر في أول مشاركة له في قمة لحلف شمال الأطلسي "الناتو" التي استضافتها العاصمة البلجيكية بروكسل الخميس الموافق 25 مايو، انتقاده للناتو, وحث شركاءه في الحلف على مشاركة أكبر في مكافحة الإرهاب وتسديد المبالغ المتوجبة عليهم لكن من دون أن يبدد الغموض حول الالتزام الأمريكي في الدفاع عن أوروبا. وكرر ترامب انتقاداته للحلف الذي وصفه في السابق بأنه "متقادم", وقال :"حلف المستقبل يجب أن يركز على الإرهاب والهجرة وعلى التهديدات من روسيا على الحدود الشرقية والجنوبية للحلف الأطلسي". وحسب "الفرنسية", لم يتطرق ترامب إلى موضوع هام كان العالم يترقبه، ألا وهو تقديم دعم واضح وصريح للبند الخامس من معاهدة الأطلسي الذي ينص على وجوب أن يساعد الحلفاء أي دولة عضو في حال تعرضها لاعتداء خارجي. وتابع "على الدول الأعضاء في الحلف تسديد متوجباتها بشكل عادل والوفاء بالتزاماتها المالية". وأضاف "هذا ليس عدلا للمواطنين الذين يسددون الضرائب في الولاياتالمتحدة". وكان ترامب يشير بذلك إلى دول الحلف التي لا تبلغ موازنتها الدفاعية 2% من إجمالي الناتج الداخلي وهو الهدف المحدد بحلول 2024. ووافق الحلف في قمة بروكسل على الانضمام إلى التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة, مع الوعد ببذل مزيد من الجهد ضد الإرهاب. وتعقيبا على تصريحات الرئيس الأمريكي، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان واضحا في تصريحاته بشأن الدفاع عن أوروبا وكان أيضا "فظا" بشأن مطالبته للحلفاء بمزيد من الإنفاق الدفاعي. وبدأت زيارة ترامب الأولى إلى بروكسل بخلافات عدة في وجهات النظر سواء حول روسيا والاحترار المناخي و التبادل الحر. وقال رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك إنه كان من الصعب التوصل إلى "موقف مشترك". يُشار إلى أن ترامب كان قد أثار قلق حلفاء أوروبيين مهمين بطلبه زيادة الإنفاق الدفاعي، وحديثه -أثناء حملته الانتخابية- عن تشكيل تحالف مع روسيا لمواجهة تنظيم الدولة، ووصفه حلف الناتو بأنه قد عفا عليه الزمن.