لا شركة كبيرة ولا صغيرة.. ولا جهة حكومية أو خاصة.. إلا وتفاجأ أحيانا كثيرة بالرد عليك حال طلب خدمة أو سداد فاتورة أو طلب كشف حساب أو صرف أى مستحقات مادية أو عينية.. الرد جاهز: السيستم واقع.. مساء الأربعاء الماضى من الساعة الثامنة والنصف وحتى الحادية عشرة وأنا أدور بين سنترال رمسيس ومحطات المترو والفروع الرئيسية لشركة التليفون الأرضى لسداد فاتورة الإنترنت.. وفشلت كل محاولاتى فى العثور على فرع واحد يكون السيستم «شغالا» ولكن الرد واحد.. والشباب العاملون بهذه الفروع ما بين ابتسامة مصطنعة لتهدئة انفعالات وسخط الجمهور، وبين الاستغراق فى أجهزة الكمبيوتر لعل الفرج يأتى والسيستم «يشتغل».. خناقات ومشاحنات وكل عميل يمسك ورقة بيده حرصا على دوره فى سداد الفواتير.. ولكن هيهات.. فين.. جاء الفرج فى الحادية عشرة والنصف وبدأ السيستم فى العمل بطيئا ومملا.. كل فاتورة كانت تستغرق ما بين 10 15 دقيقة.. وأنا كغيرى مضطر للانتظار لأن الشركة المحترمة فصلت النت لعدم السداد.. وعندما حاولت السداد السيستم «وقع».. ليست شركة الاتصالات وحدها تنفرد بهذا السلوك الغريب الذى لا يحترم عميلا ولا يقيم لمطالبه وزنا ولا يلقى له بالا.. تابع بنفسك مكاتب صرف التموين أوائل كل شهر.. طوابير وخناقات ومشاحنات بين السادة الموظفين والمواطنين.. بسبب «السيستم واقع».. سيادة الموظف «يضرب ضربتين على الماكينة» ثم ينظر شذرا للناس وكأنه يلطمهم على وجوههم ويصيح بأعلى صوت «السيستم واقع» فوتوا علينا بكرة لما يرجع.. للأسف هذه الظاهرة تتكرر فى أكثر المصالح ازدحاما فى التأمينات وأيضا البنوك.. فهل البنية التكنولوجية لدينا ضعيفة ومهلهلة إلى هذا الحد؟.. ومتى سيعود هذا السيستم الذى يرهق ملايين المصريين؟!.. لمزيد من مقالات أحمد عبد الحكم