بات مشهد تزاحم المواطنين فى مكاتب البريد معتاداً، خاصة مع توقيت صرف المعاشات مطلع كل شهر، ويصبح المبرر الأشهر لذلك الزحام هو تلك الكلمة الصماء «السيستم واقع» التى يطلقها الموظفون فى وجوه المواطنين، أملاً فى تهدئتهم من الغضب الذى يسيطر عليهم حال تعطيل صرف مستحقاتهم، لتظل أعين المواطنين عالقة بمكاتب الموظفين، أملاً فى أن يتحرك لهم ساكن، وينتهون من مهمتهم سريعاً، وبعضهم صار يؤجل أعماله المهمة فى ذلك اليوم تحسباً لتلك المبررات التى يطلقها الموظفون حول السيستم. عبدالرؤوف محمد، 24 عاماً، موظف بالقطاع الخاص، عانى من أزمات السيستم المستمرة: «هو من إمتى أصلاً والسيستم مش واقع أو فيه مشكلة، أنا كل مرة آجى فيها يقولى حجة غير التانية، يعنى أنا النهارده جاى أسحب فلوس من الدفتر بتاعى يقولى الحساب مش متفعل»، مضيفاً «الموظف بيقولى علشان دفترك بدل فاقد لازم يتفعل الأول والباسورد الخاص بالتفعيل مع المدير وهو مش موجود وبيتصلوا بيه علشان ييجى». ويوضح «محمد طه»، 25عاماً، عامل يومية «أوقات كتير بنستنى نص ساعة أو أكتر علشان السيستم يرجع تانى وأقدر أشوف مصلحتى»، موضحاً «الواحد بيكون وراه شغل ومابيصدق يفضى شوية علشان ييجى البريد كمان يعطلنى بسبب السيستم». «عبدالرؤوف»: «السيستم عطلان من زمان».. وأم محمد: «باروح مكتب البريد أكتر من مرة علشان أصرف المعاش» فيما اعتبرت «أم محمد»، 65 عاماً، أنها أزمة متكررة فى يوم القبض: «يوم صرف المعاشات الدنيا بتكون زحمة وساعات أو دايماً بيقولوا السيستم واقع وبنستنى ساعة أو أكتر»، مضيفة «ساعات بروح وآجى تانى يوم لما بكون مش محتاجة القبض ضرورى لأنهم بيقعدوا كتير لحد ما يصلحوا العطل»، وأضافت: «مقدرش أروح مكتب بريد تانى ده قريب من البيت بنزل وأروح لوحدى بس لو خاطرت ورحت مكتب بريد تانى ممكن أتعب ولازم يكون فيه حد من أولادى معايا غير إن أكيد السيستم واقع فى كل المكاتب». «سارة فؤاد»، 22 سنة، طالبة، تشكو معاناتها لصرف معاش والدها: «دايماً فيه مشاكل فى أى مصلحة حكومية، خاصة وقت زحمة أول الشهر، بعد وفاة ماما كان لازم أخلص ورق علشان أقدر أقبض معاش والدى، كل مكان أروحه يقولى السيستم فيه مشكلة وأستنى بالساعات عقبال لما المشكلة تتحل، حتى لما جيت أصرف المعاش فى الآخر كان السيستم واقع وكان لازم أصرفه علشان كنت محتاجة فلوس للكلية، فضلت ألف على مكاتب البريد فى كذا منطقة لحد ما قدرت أصرفه فى اليوم ده، بس بعد لف أكتر من 5 ساعات ده غير مواقف كل شهر مع السيستم»، ولم يختلف الحال مع «سعاد عبدالرحمن»، 45 عاماً، وأم ل3 أطفال «من نحو 6 شهور كان فيه مكاتب بتتجدد فى حلوان ومايو فضغطوا مكاتب مع بعض فى قبض المعاشات وكانت مهزلة، الناس كانت كتير وكله عايز يصرف مرتبه علشان بيته ومصاريف عياله وكان داخل مدارس والجو شتا، وفضلنا نلف على كل مكاتب بريد حلوان ومايو، لدرجة إن فيه مكاتب رحناها كانت خلصت شغل وقفلت»، وأضافت «واللى بهدل الدنيا أكتر إن من كتر الشغل وأعداد الناس السيستم بقى يقع ونفضل نستناه علشان يشتغل ونقدر نصرف، وغير السيستم ساعات بيكون ما فيش سيولة فلوس علشان يصرف لعدد أكتر من اللى هو محدده، والله لولا العيال وطلباتهم كنت أستنى لما الكل يصرف وأنزل فى الرواقة بس الواحد بيستنى أول الشهر بالعافية». «سحر عاشور»، 28 عاماً، أم لطفلين، تقول «كنت محتاجة فلوس ضرورى علشان طفلى تعب وعايزة أكشف عليه وطلبت من والدتى تبعت لى حوالة مستعجلة ولما نزلت أصرفها، مكتب البريد كان بيتجدد وموقفين السيستم، رُحت لمكتب تانى لقيت مافيش حوالات بتتصرف فيه، فضلت ألف على مكاتب لحد ما لقيت مكتب بريد بيصرف الحوالات بس كان فيه طوابير ومن الضغط السيستم وقع، وقدرت أصرف الحوالة قبل ما المكتب يقفل بربع ساعة»، وتوضح «ما فيش مصلحة حكومية إلا والسيستم يقع ولما كنت بطلع شهادات ميلاد إلكترونى للأطفال الموظف قال إن السيستم واقع وده بقى معتاد على الجميع». «من نحو 3 شهور ما كنتش عارف أقبض العمال فى شغلى وفضلت يومين أدور على مكتب بريد السيستم فيه شغال وكويس علشان أقدر أسحب الفلوس»، قالها «فؤاد عبدالمنعم»، 55 عام، صاحب ورشة صيانة، موضحاً «أنا ساكن فى كفر العلو واضطريت أنزل حلوان علشان أدور على مكتب بريد شغال ومافيهوش مشكلة السيستم»، وأضاف «عبدالمنعم»، «لقيت فى 15 مايو، بس المشكلة إن الناس فى المكتب مش عارفين يتعاملوا مع النظام ده ولا فاهمين فيه حاجة، ويقولى أصل الدفتر بتاعك مش متفعل إزاى وأنا بسحب منه كل شهر، وبعدين يقولى مافيش سيولة للمبلغ اللى أنت عايزه وبعد كده يقولى السيستم واقع، ده غير إن بيكون موظفين مش موجودين وبيكون الضغط على اتنين بس، يا ريت يرجعوا للنظام القديم ويلغوا السيستم ده بدل ما بقت حجة لكل العطلة اللى بنواجهها».