المخرج مازن المتجول في حوار ل«المصري اليوم»: احترم جميع الآراء حول حفل افتتاح المتحف الكبير.. والانتقادات 3% من ردود الأفعال

لا تزال أصداء حفل افتتاح المتحف المصرى الكبير تدوى بين الجمهور المصرى والعالمى فى كل مكان، إذ افتتح الرئيس عبدالفتاح السيسى المتحف المصرى الكبير، بمشاركة 79 وفدًا رسميًا ضمت ملوك ورؤساء وأمراء وممثلى عدد من الدول، وشارك فى الحفل عدد من الفنانين والمطربين والعازفين والموسيقيين ومصممى الملابس والماكياج وغيرهم ممن خضعوا لتدريبات وبروفات استمرت نحو 9 أشهر، بينما تولى المخرج مازن المتجول المشاركة فى مسؤولية إخراج الحفل، وقال «المتجول» فى حواره ل«المصرى اليوم» إنه استغرق وقتًا طويلًا للتحضيرات قبل بدء تصوير الحفل واستعان بعلماء آثار لدراسة مستفيضة لما يمكن تقديمه، وأضاف أنه واجه صعوبات فى تصوير بعض الفقرات خارج مصر، تحديدًا فى المناطق السياحية التى يصعب غلقها، وأوضح أن تجربته فى إخراج حفل موكب نقل المومياوات قبل سنوات كانت أصعب من حفل افتتاح المتحف المصرى، وإلى نص الحوار..
■ بداية.. حدثنا عن تجربتك فى إخراج حدث مهم مثل افتتاح المتحف المصرى الكبير.
- لم أكن المخرج الوحيد للحفل، بل كان بالتعاون مع المخرج أحمد المرسى، وفريق كبير يضم عددًا من مديرى التصوير، بالإضافة لأقسام أخرى يتولى إخراجها زملاء آخرون، مثل الرقص، المسرح، الموسيقى، إذ إن كل فريق يضم عددًا كبيرًا من المبدعين، وأنا والمرسى كنا ندير الوحدات، واستغرقنا ما يقرب من شهر ونصف فى التحضيرات قبل بدء تصوير الحفل، لاستخراج الأفكار والقصص التى سننفذها، وتناقشت مع علماء الآثار لمساعدتى، لأن الحفل كان الهدف منه أنه حدث أثرى وليس ترفيهيًا، وأردت توصيل معلومات تاريخية وعميقة فى كل فقرة بشكل سينمائى ممتع وليس وثائقيًّا.
■ ما شعورك الأول لدى معرفتك بأنك ستتولى إخراج هذا الحدث؟
- منذ أن أخرجت موكب نقل المومياوات، كان لدىّ حلم المشاركة فى افتتاح المتحف، وشعرت بفرحة عارمة فور أن علمت أننى سأتولى إخراجه، لأنه ينتابنى شعور بالغيرة عند مشاركة مخرج أجنبى فى مثل هذه الاحتفاليات، وحدث عكس ذلك فى افتتاح المتحف، إذ إن كل القائمين على العمل كانوا مصريين، وأردنا توصيل رسالة أن لدينا موهوبين، ومخرجين قادرين على تقديم أضخم الاحتفاليات، دون الاستعانة بالأجانب.
■ بعض الفقرات تم تصويرها خارج مصر.. حدثنا عن ذلك.
- كنت مسؤولًا عن تقديم كل الفقرات التى صُوّرت خارج مصر، سواء فى فقرة لحن السلام أو المسلات، والفكرة التى أردنا توصيلها هى أن العالم أجمع يحتفل مع مصر بهذا الحدث، ولحن السلام الذى قدمه الموسيقار هشام نزيه عُزف فى عدد من البلاد ولكن بشكل مختلف، فى الفقرة التى قدمتها شيرين أحمد طارق، واخترنا التصوير فى بلد واحد من كل قارة فى العالم، واللحن يحمل الروح الخاصة بكل قارة يُعزف فى بلدها، وواجهنا صعوبات كثيرة للتصوير فى الخارج، منها تدريب الأوركسترا على المقطوعات المختلفة فى كل بلد وتقديمها، وصنع ملابس من إنتاجات مصرية لعازفين يصل عددهم 120 فى كل بلد.
■ وما الصعوبات التى واجهتها فى التصوير بالمعالم التاريخية فى الخارج؟
- وزارة الخارجية دعمتنا للتصوير خارج مصر والتنسيق مع حكومة البلد الذى نصور على أرضه وتوفير التسهيلات، على سبيل المثال فى فرنسا أغلقنا الكوبرى الموجود على نهر السين أمام برج إيفل لمدة 13 ساعة لتقديم الفقرات الاستعراضية، وهذا لم يحدث من قبل فى تاريخ باريس، وكان لدينا الإمكانية للتحكم ببرج إيفل بشأن اختيار إضاءته المناسبة للتصوير، وفى اليابان صورنا فى معبد «سينسوجى»، وكانت المرة الأولى فى التاريخ التى يتم التصوير داخله منذ بنائه، وفى البرازيل واجهنا عقبات بشأن إيصال معدات التصوير فوق الجبال، إذ صورنا الفقرة فى 45 دقيقة لضيق الوقت، بالإضافة للمسلات التى تم وضعها فى مناطق سياحية يصعب غلقها، مثل ميدان الكونكورد فى فرنسا، وفى الفاتيكان صورنا وقت وفاة البابا، وأُجبرنا على توقيف التصوير لفترة قبل الاستكمال مرة أخرى.
■ شاركت فى إخراج موكب نقل المومياوات وافتتاح المتحف المصرى الكبير وكلاهما حدثان أثريان.. فما هو الأصعب فى تقديمه؟
- لا يمكن مقارنة الحدثين ببعضهما، لأن الموكب تم تصويره فى الشارع وحمل طابعًا جنائزيًا وموسيقى بروح مختلفة، إنما افتتاح المتحف كان يحمل طابع الاحتفال، ولكن الأصعب فى تقديمه كان الموكب بالطبع، تحديدًا فى الجزء الذى توليت مسؤوليته، وهو تصوير مشاهد التحرير، وفكرة تصوير «وان شوت» من باب المتحف حتى مسافة 20 كيلومترًا فى فترة زمنية طويلة كانت صعبة، مع وجود 500 مصور و3000 راقص و22 عربة مومياء، وكانت المرة الأولى التى يحدث فيها شىء مثل هذا فى تاريخ السينما، ليس فى مصر فقط، وأعتبر موكب نقل المومياوات العمل الأصعب فى مشوارى وأفتخر به.
■ انتقد البعض حفل افتتاح المتحف المصرى لوجود بعض الأخطاء أو أمور ربما كانت غير مقصودة.. فما ردك على ذلك؟
- أحترم جميع الانتقادات والآراء، ولكن الجزء الذى توليت إخراجه بالتعاون مع أحمد المرسى لا يرتبط بتلك الانتقادات، لأننا تولينا مسؤولية إخراج المشاهد الخارجية، سواء خارج مصر أو خارج المتحف والمشاهد على المسرح «البث المباشر»، وأرى أن تلك الانتقادات مبالغ فيها، لأننى أفضل النظر إلى الإيجابيات، الحدث لاقى إعجاب العالم كله بعد مشاهدته، وردود أفعال الجمهور فى جميع البلاد كانت إيجابية، من الوارد حدوث بعض الهفوات البسيطة التى لم تلق إعجاب الجمهور، وبالفعل تخطيناها عن طريق تعديل بعض الأخطاء التقنية التى حدثت فى البث المباشر، وطرح الفيديوهات بشكل مختلف على المنصات، والانتقادات لا تمثل سوى 3٪ من ردود الأفعال.
■ شاهدنا لفتة إنسانية فى افتتاح المتحف المصرى الكبير وهى ذكر اسم مدير التصوير الراحل تيمور تيمور.. حدثنا عن مشاركته فى الحفل؟
- تيمور، رحمه الله، كان لديه دور كبير فى الحفل، تحديدًا فى مشاهد المسلات فى الأقصر وأسوان، بالإضافة لتوليه مسؤولية وحدة تصوير كاملة فى المتاحف، بالتنسيق معى ومع أحمد المرسى، ومشاركته كانت ترشيحًا منا، نظرًا لكفاءته ورؤيته المميزة.
■ شهد حفل الافتتاح حدثًا فنيًا كبيرًا وهو ظهور النجمة شريهان بعد سنوات طويلة من الغياب عن الشاشات.. حدثنا عن تلك المشاركة.
- شريهان غيابها لم يكن لمجرد عدم الظهور على الشاشة، بل كان غيابًا عن البث المباشر والمسرح وتقديم استعراضات أمام الجمهور«لايف»، وظهورها فى الحفل كان إضافة وحدثًا كبيرًا جدًا، تحديدًا أنها كانت من المقدِّمين وروت جزءًا من الحكايات وتاريخ بناء المتحف، وفقرتها أعطت للحفل طابعًا ملكيًا، وإطلالتها لم تكن مثلما اعتاد عليه الجمهور فى تقديم الفوازير، إذ إن شريهان قدمت المعلومات التاريخية بشكل شيق ومسلٍّ.