عبّر الكثيرون من أهالي الحضر والريف في شتى المحافظات، عن استيائهم من تراجع الخدمة البريدية وانتظار ساعات طويلة من أجل سحب أو إيداع أية مبالغ نقدية أو صرف المعاشات المستحَقة، معتبرين أن ما يحدث هو عرقلة للادخار في هذا القطاع الحيوي بإحدى مؤسسات الدولة. "بقالي 4 أيام أتردد على مكتب البريد، ولم أستطع سحب مبلغ مالي بسيط.. لهذا أفكر في ألا أودع أموالًا في البريد مجددًا وأحتفظ بالفلوس في البيت".. بهذه الجملة بدأت كوثر إبراهيم، من قرية "صفيطة" في مركز منيا القمح بالشرقية، معبرة عن استيائها من سوء الخدمة في مكتب بريد قريتها. وأوضحت المواطنة أنها تدع أموالها في البريد لعائد الربح؛ وفي حال احتاجت مبلغًا تذهب للبريد لسحبه، لكن تقابلها بعض المشكلات، مثل الانتظار الطويل في المكتب، إما بسبب الأعداد الكبيرة من المواطنين أو أن جهاز الكمبيوتر المعطل، على حد قول موظف البريد لها. بينما قال محمد عبدالحميد: ذهبتُ لسحب حَوالة بريدية من مكتب بريد قريتي، وبعد انتظار طويل لم أنجح في الحصول على الحوالة؛ بسبب تدهور خدمة الإنترنت، كما أوضح لي موظف البريد، فكان الخيار البديل أن أذهب للقرية المجاورة، وكان نفس العائق وهو "سوء خدمة الإنترنت"، ونظرًا لشدة حاجتي للمبلغ، اضطررت للذهاب إلى قرية أخرى، وانتظرت أكثر من ساعة حتى تم تحميل بياناتي وتسلمتُ المبلغ. وقال إبراهيم القاهري، من حي عين شمس: ذهبت لسحب المعاش أكثر من أربع مرات في اليوم الواحد"، وكل ما أروح ألاقي الشبكة واقعة؛ ونظرًا لحاجتي الشديدة للأموال فقد تشاجرت مع موظف البريد واتهمته بأنه مقصِّر في عمله ولم ينجز مصالح الناس". وأكد "موظف بمكتب بريد قرية صفيطة بالشرقية، أن السبب وراء الانتظار الطويل للعملاء، وبطء الإجراءات يعود لتدهور خدمة الإنترنت، حيث إن كل المعاملات أصبحت إلكترونية، موضحًا أن مكاتب المحافظة كلها تعاني نفس المشكلة، حتى الفروع الرئيسية، ولكن على وجه الخصوص تزداد المشكلة سوءًا في القرى، وهذا ما أكده بعض الزملاء في مكاتب البريد الأخرى. متابعًا قوله: "كل ما نكلم مديري المكاتب في الفرع الرئيسي في الزقازيق ونشكو من سوء خدمة الإنترنت يقولوا عارفين، بس هنعمل إيه؟"، مشيرًا إلى عدم تفهم المواطن مشكلة الإنترنت، مما يدفعه للتشابك مع موظف البريد، وأحيانًا التطاول عليه؛ لظنه بتقصير الموظف. وأشار إلى زيادة الضغط والشكوى، خاصة بعد تغيير منظومة الصرف من العادي إلى الرقمي لتحويل الصرف للمواطنين الذين يصرفون "المعاشات والشئون الاجتماعية" عن طريق ماكينة الصرف الآلى إلى جانب الحوالات الفورية والسحب والإيداع عن طريق دفتر التوفير أيضًا. وطالب الموظف هيئة البريد المصري بتقوية وإصلاح شبكة الإنترنت لتقديم خدمة جيدة للمواطن، وحفظ الاستثمار الذي يعود من عمليات السحب والإيداع في مختلف مكاتب البريد على مستوى المحافظة.