حين جاء الدكتور طارق شوقى إلى وزارة التربية والتعليم، استبشر أهالى الطلاب خيرا، ووضعوا ثقتهم فى وزير يحمل حلم «التعليم المصرى» إلى أبنائهم، بمنظومة جديدة تختلف عن الطريقة التقليدية. يومها قال معالى الوزير: «إنه لن يكشف عن هذا الحلم»، إلا بعد أن تكتمل البنية الأساسية فى المدارس، ويحل مشكلات المدرسين، ويقضى على الدروس الخصوصية، ويزيل الحشو من المناهج الدراسية، ويركزها فى المفيد فقط، خدمة للمتخصصين فى كل مجال!. واليوم، بعد مضى 20شهرا على توزيره، لم نشهد تطورا ملموسا فى المدارس، أو تراجعا ملحوظا للدروس الخصوصية، بل العكس زادت «السناتر»، حتى أصبحت بديلا للمدارس على مدار اليوم الدراسى بعد أن هجرها التلاميذ!. والحال هكذا، فاجأنا الوزير، بانطلاق ثورة التعليم فى سبتمبر المقبل أى بعد 4أشهر فقط بتحويل المدارس الحكومية لنظام اللغات، واعتماد نظام التقديرات بدلا من الامتحانات، دون تأهيل مسبق، وعن طريق «التابلت» الذى تعاقدت عليه الوزارة بالملايين قبل أن يتم تدريب الطلاب أو المعلمين على استخدامه!. وإذا كانت معظم مدارس الجمهورية تفتقر لتكنولوجيا التعليم، فما بالك بمدارس القرى والنجوع، لذلك وكما أكد الخبراء بأن «التابلت» وحده لا يحقق التطوير فى ظل إمكانات مادية ولوجستية لا تتوافر بمدارسنا، ولو أردنا تطبيقها فسوف تكلف ميزانية الدولة أضعاف الميزانية الحالية!. وكل ما نخشاه أن نطبق هذا التطوير على عجل، فيكون نصيبه الفشل، ولا يبقى منه سوى «التابلت» والوزير.