عندما جاء الدكتور طارق شوقى وزيرا للتعليم، استبشرنا خيرا بخطته الطموحة للتطوير، التى وصفها «بنظام تعليمى جديد» يومها ذكرناه بالتركة الثقيلة فى وزارته، والعقبات الكبيرة التى ستواجهه، والمشاكل المتراكمة منذ سنين، ومع هذا تمنينا له التوفيق. واليوم رغم أنه لم يمض على جلوسه فى مقعده سوى بضعة أشهر، إلا أنه أثبت كفاءة ملحوظة فى حل معظم المشكلات الإدارية التى عرضت عليه، من تثبيت المدرسين المؤقتين إلى حصر الغش فى الامتحانات فى أضيق مكان. ولكن عندما بدأ فى اقتحام والمشكلات المعقدة، مثل تطوير المناهج، ونظام الثانوية العامة الجديد وحسم الصراع بين الكتاب الخارجى وكتب الوزارة، سقط فى «عش الدبابير»، عندما فوجئ بظهور بعض المعوقين لمسيرته، الذين لا يريدون له النجاح. الدليل على ذلك ما حدث فى مركز تطوير المناهج، الذى حذف «ثورتى 25 يناير و30 يونيو» من منهج التاريخ للصف الثالث الثانوى، وطبعوا كتابا جديدا تحت عنوان «مصر وتاريخ العالم» فى محاولة خبيثة لإخفاء جرائم الإخوان التى وثقتها هاتان الثورتان، وما أن حدثت البلبلة حول هذا الحذف، حتى قررت الوزارة عودة الكتاب القديم الذى يتضمن ثورتى يناير و 30 يونيو. والسؤال.. ماذا كانت تقصد اللجنة المعنية بتطوير المنهج من هذا الحدف؟ ومن يتحمل تكلفة الكتب الجديدة التى تم إعدامها؟ ومن هم الذين قاموا بهذا التعديل؟ معالى الوزير، أعلم إنكم ستقومون بحركة تغيير واسعة بين قيادات الوزارة، ونأمل أن تكون هذه الواقعة تحت بصر كم عند التغيير، فحتى ينجح التطوير لابد من التطهير. [email protected] لمزيد من مقالات عبدالعظيم الباسل