قبل بدء العام الدراسى، تتكالب الأسر المصرية على الحجز لأبنائها فى مراكز الدروس الخصوصية، المعروفة طلابيا ب «السناتر»، التى يشتعل الصراع بينها لضم أفضل المدرسين، وتخفيض رسوم الحصص الدراسية، لجذب أكبر عدد من الطلاب، على وعد بأنها ستمكنهم من تقفيل كل مادة، للحصول على أكبر مجموع. من هنا، فإن العملية التعليمية بأساليبها ومناهجها، لم تعد تحظى باهتمام «السناتر»، مقابل تحفيظ الطلاب أسئلة الامتحانات وطرق الإجابة عنها لتحقيق أكبر مجموع، باعتبار ذلك دورها الأول والأخير. على الجانب الآخر، تهتم وزارة التعليم بخطة صيانة المدارس خلال الصيف، وتنشغل لجان إعداد المناهج بتطوير الكتب الدراسية بالحذف والإضافة، فضلا عن الصداع الدائم لنقل الطلاب وتسكين المدرسين، من إدارة إلى أخرى، بهدف تهيئة المناخ الدراسى لعملية تعليمية صحيحة. ورغم تلك الاستعدادات، فما أن يبدأ العام الدراسى، حتى تنخفض نسبة الحضور بالمدارس تدريجيا، خاصة فى الشهادات النهائية، ابتدائية وإعدادية وثانوية، إلى أقل من 30%، رغم كل العقوبات المفروضة على غياب التلاميذ. وهكذا، منذ بدء الدراسة، نجد المدارس شبه خاوية، والسناتر مكدسة من الثامنة صباحا حتى الواحدة من صباح اليوم التالى، مادامت هى الطريق الأمثل للحصول على المجموع! أما التعليم، بكل أساليبه وآلياته، باعتباره المهمة الأولى للمدارس، فقل «عليه السلام»، فى ظل «حرب السناتر» التى هُزمت فيها وزارة التعليم بالضربة القاضية. وسؤالنا الآن: هل يتمكن وزير التعليم الحالى من مواجهة «حرب السناتر».. أو على الأقل يعقد هدنة بينه وبينها؟.. !! [email protected] لمزيد من مقالات عبدالعظيم الباسل