شهدت امتحانات الثانوية العامة هذا العام وفاة طالبة وإصابة نحو 350 أخرين ما بين كسور وصدمة عصبية وارتفاع ضغط الدم .. الخ، وفقا لتقرير وزارة الصحة، بينما شهدت أجواء الامتحانات خمس حالات ما بين انتحار والشروع فيه خارج اللجان لم يتضمنها التقرير، والغريب أن مستشار وزير الصحة للطوارىء والحالات الحرجة، علق على هذه الاحصائية قائلا: انها أقل من المعتاد فى السنوات السابقة، مشيرا الى أن ذلك أمر طبيعى خلال أمتحانات الثانوية العامة؛ فسيادته يرى ان ماحدث ويحدث لابنائنا من المعتاد والطبيعى خلال خوض معركة الثانوية العامة، التى لابد لها من ضحايا، فهى معركة كل عام للأسر المصرية التى تحرم نفسها من ضروريات الحياة لادخار ما يكفى لابنها من اللحاق بالدروس الخصوصية واللهث وراء «السناتر» التعليمية، والتى فرضت نفسها كتعليم مواز؛ حتى أصبح معدل الانفاق على طالب الثانوية العامة فى الدروس الخصوصية يتراوح ما بين أربعين الى خمسين ألف جنيه سنويا للأسر المتوسطة الحال، كل ذلك من أجل اللحاق ببورصة «مجاميع كليات القمة» فى ظل تسريبات الامتحانات خلال السنوات السابقة، وحصول بعض الطلاب على نسبة أعلى من 100% وهو شىء خارج المعقول، ولذلك حاولت وزارة التربية والتعليم مواجهة هذه الظاهرة باستعراض عضلات جهابزة وخبراء المواد الدراسية بالوزارة لوضع امتحانات تعجيزية فى بعض المواد مثل الفيزياء والانجليزى واللغة العربية؛ والاتيان باسئلة من خارج المقرر؛ رغم أن الطلاب درسوا مناهج «الحفظ والتلقين» داخل «السناتر» الخاصة ولم يدرسوها داخل فصول مدارس الوزارة؛ فأصبح الطالب ضحية الصراع بين «سناتر» تتاجر بالتعليم ووزارة فشلت فى التربية والتعليم؛.. فهل يدفع الطلاب ثمن فشل منظومة تعليمية كاملة؟؛ وهل تحولت مجانية التعليم الى أبتزار الاسرة المصرية لانفاق كامل دخلها على تعليم ابنائها فى «السناتر» من اجل الحصول على شهادة ورقية لم تعد رخصة تمنح صاحبها فرصة عمل؟؛ وهل صدقت أستاذة طب عين شمس عندما تعجبت من مستوى طلابها؛ وتساءلت كيف حصل هؤلا على مجاميع «99% وهم لايستوعبون المناهج العلمية ويجيبون عن الاسئلة باللغة العربية، رغم أن تدريس الطب باللغة الانجليزية.. فعلا «بلد شهادات بصحيح».. [email protected] لمزيد من مقالات مريد صبحى