ما الذى تستطيع القمة العربية أن تفعله لتجنيب الأمة مخاطر الانزلاق إلى كهوف اليأس حتى يمكن الإبقاء على حد أدنى من الأمانى المعقولة والممكنة لحماية الأمن العربى وفق قواعد تضامنية جديدة؟ إن الإجابة على مثل هذا السؤال تحتاج إلى صحة الإدراك بأن العالم العربى يعيش منذ سنوات فترة غليان وأنه على عكس ما كان يتمناه الكثيرون من أن يكون هذا الغليان عنوانا للتغيير فى الاتجاه الصحيح إذا بالوقائع على الأرض والنتائج بالورقة والقلم وكل أدوات الحساب السياسى والاستراتيجى تكشف للأسف الشديد أن هذا الغليان كان مدخلا إلى تغيير نحو الأخطر والأسوأ فى التاريخ العربى المعاصر. لقد مهد الغليان التربة لتعاظم وتقوية شوكة الإرهاب الأسود الذى أهلك الحرث والنسل ودمر البشر والحجر فى دول عربية عديدة شاء حظها العثر أن تتفكك وأن يغيب عنها دور الدولة الوطنية نتيجة تدمير مؤسساتها العميقة بواسطة شراذم الرايات السوداء التى قدمت من كل أصقاع الأرض لكى تعيث فى الأرض العربية فسادا باسم الدين والدين منهم براء! ولكن لطف الله كان رحيما بهذه الأمة عندما استطاعت مصر تحديدا أن تنجو من محرقة الفوضى وأن يتصدى جيشها العظيم لهذا الخطر الداهم فلم يتم إنقاذ مصر وحدها وإنما ترتب على ذلك وقف تداعيات الانهيار فى الدول العربية الأخرى اعتمادا على قوة الأمل والإرادة والعبر والدروس المستفادة من الصحوة المصرية فى 30 يونيو 2013. ولست أبالغ إذا قلت أنه لن يكون بمقدورنا أن نتعامل التعامل الصحيح مع كافة الملفات الشائكة فى قمة الدمام وبينها ملف الاعتراف الأمريكى بالقدس عاصمة لإسرائيل وملف التصدى للتدخلات الأجنبية والإقليمية فى الشأن العربى بهذه الدرجة من الفجاجة ما لم ننجز بعمل عربى مشترك مهمة اجتثاث الإرهاب الأسود من جذوره فوق كل شبر من الأرض العربية الممتدة بين المحيط والخليج. وإذا نجحنا فى تطهير بلادنا من الإرهاب فإننا سنكون فى وقت قريب قادرين على التعامل مع كل ملفات القمة بحلول تنبثق من داخلنا دون أن تكون هناك أدنى فرصة لفرض حلول على أمتنا من خارجها بشأن أى ملف مطروح. خير الكلام: * من يصارع الذئاب يجب أن يتسلح بمخالب الدببة! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله