تنعقد القمة العربية التاسعة والعشرون فى مدينة الدمام السعودية غدا وسط أجواء عربية وإقليمية ودولية تثير المخاوف وتزيد من أحاسيس ومشاعر القلق حول حزمة هائلة من المخاطر التى تهدد وحدة واستقرار أكثر من دولة عربية بينما عوامل العجز الذاتى تتفاقم نتيجة تنوع وتعدد الصراعات المريرة داخل الأسرة العربية وعلى مستوى الإقليم كله . ترى هل هذا هو قدرنا المكتوب أم أن أس البلاء فى استمرار عجزنا عن نسيان صراعات الماضى بجذورها العميقة فى أغوار التاريخ حيث يبدو المشهد الراهن فى سوريا والعراق واليمن وليبيا مشهدا مريعا كما لو كان استنساخا للمأساة القديمة فى مجزرة كربلاء المخزية وتوابعها المتكررة حقبة بعد حقبة وجيلا بعد جيل. وبصرف النظر عن أجندة القضايا الملحة المطروحة على القمة العربية ووجود بصيص من الأمل فى إنجاز حد أدنى من التوافق يجنب المشروع العربى مخاطر انتهائه وزوال الاهتمام به فإن العقدة الأساسية التى تحسن قمة الدمام صنعا لو أنها أنجزتها والتى تتمثل فى جدية وصدق نوايا كافة القادة المجتمعين فى إبداء استعداد علنى وصريح للصفح والنسيان فيما بينهم بشأن تجاوزات وخلافات الماضى وعزل أى دولة تتورط فى تمويل الإرهاب، والتحريض على نشر الفوضى وصنع الفتن حتى يمكن تنقية الجسد العربى من سمومها حتى يتجدد الرهان على عودة الأمل والتفاؤل فى اجتماعات القمة واحترام الشعوب العربية لها كمثل أعلى للتضامن بدلا من أن تظل منبرا للتراشق. إن الظروف خطيرة والأحداث جلل وتحتاج إلى رقى وسمو فكرى وسياسى من جانب أصحاب الجلالة وأصحاب السمو من قادة هذه الأمة بروح الرغبة الصادقة فى اغتنام الفرصة ربما الأخيرة لإصلاح ذات البين وإعادة الحد الأدنى من وحدة الهدف ووحدة الصف وكفى استغراقا بمشاعر الذنب عند البعض أو خوفا من غضب الكبار المتربصين من خارج الأمة عند البعض الآخر.. وكان الله فى عون الأمين العام أحمد أبو الغيط فى تلك المهمة الصعبة وغير المستحيلة! خير الكلام: * إذا عزمت فكن بنفسك واثقا والمرء يكبر بالفعال ويصغر!